اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 581
المجلس الثّاني والثّلاثون
بعد المئتين
وفد على يزيد بن معاوية وفدٌ من أهل
المدينة ، فلمّا رجعوا قالوا : قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويضرب
بالطّنابير ، وتعزف عنده القيان ، ويلعب بالكلاب. فخلعوه وأخرجوا عامله على
المدينة ، وحصروا بني اُميّة في دار مروان وكانوا ألف رجل ، فكتبوا إلى يزيد
يستغيثون به ، ثمّ أخرجوهم من المدينة بعدما أخذوا علهيم العهود أنْ لا يعينوا
عليهم ، ولا يدلّوا على عوراتهم. فبعث يزيد إلى عمرو بن سعيد بن العاص ليرسله في
جيش إلى المدينة ، فلم يقبل ، فبعث إلى عبيد الله بن زياد يأمره بالمسير إلى
المدينة وإلى ابن الزّبير بمكّة ، فقال : والله ، لا جمعتُها للفاسق ؛ قتل ابن
رسول الله وغزو المدينة والكعبة! واعتذر إليه. وكان معاوية قال ليزيد : إنّ لك من
أهل المدينة يوماً ، فإنْ فعلوا فارمهم بأعور بني مُرّة (يعني مسلم بن عقبة
المُرّي) ، وكان أعور ، وكان أحد جبابرة العرب وشياطينهم. فأمره يزيد بالمسير إلى
المدينة ، وكان مريضاً وهو شيخ كبير ، ثمّ أراد يزيد إعفاءه لمرضه ، فقال : يا
أمير المؤمنين ، أنشدك الله لا تحرمني أجراً ساقه الله لي. فلم يطِقْ أنْ يركب مع
الوجع ، فحُمل على سرير على أعناق الرّجال ، وبعث يزيد معه اثني عشر ألفاً ، فسار
مسلم بالجيش ، فلقيه بنو اُميّة في الطّريق فدلّوه على عورات أهل المدينة ورجعوا
معه. وجعل أهل المدينة في كلّ منهلٍ بينهم وبين أهل الشّام زقّاً من قطران ، فكان
من قدر الله تعالى أنْ مطرت السّماء ، فلم يستقوا بدلوٍ حتّى وردوا المدينة. وأوصى
يزيد مسلم بن عقبة ، فقال : إذا ظهرت على أهل المدينة فأبحها ثلاثاً ، وكلُّ ما
فيها من مال أو دابة ، أو سلاح أو طعام فهو للجُند ، وانظر علي بن الحسين فاكفف
عنه واستوص به خيراً ؛ فإنّه لم يدخل مع النّاس
[١] تُنقل هذه
الوقعة عن تاريخ الطبري ، والكامل في التاريخ لابن الأثير ، والفخري ، والإمامة
والسّياسة ، والأخبار الطّوال ، والعقد الفريد ، والأغاني وغيرها. ـ المؤلّف ـ
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 581