responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 575

المجلس الثّامن والعشرون بعد المئتين

كان الحسين (ع) سيّد أهل زمانه ، وأفضلهم علماً وعملاً ، وحلماً وعبادة ، وزهداً وتواضعاً وإباء وبلاغة وفصاحة وغير ذلك. أمّا شجاعته فقد أنست شجاعة الشّجعان وبطولة الأبطال ، وفروسية مَن مضى ومَن يأتي إلى يوم القيامة. فهو الذي دعا النّاس إلى المبارزة ، فلم يزل يقتل كلَّ مَن برز إليه حتّى قتل مقتلة عظيمة ، وهو الذي قال فيه بعض الرّواة : والله ، ما رأيت مكثوراً قطْ قد قُتل وُلده وأهل بيته وأصحابه ، أربط جأشاً ، ولا أمضى جناناً ، ولا أجرأ مقدماً منه. والله ، ما رأيت قبله ولا بعده مثله ؛ إنْ كانت الرجّالة لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه ، فتنكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى إنْ شدّ فيها الذئب. ولقد كان يحمل فيهم ، وقد تكمّلوا ثلاثين ألفاً ، فينهزمون من بين يدَيه كأنّهم الجراد المنتشر. وهو الذي حين سقط عن فرسه إلى الأرض ، وقد اُثخن بالجراح ، قاتل راجلاً قتال الفارس الشّجاع ؛ يتَّقي الرّمية ، ويفترص العورة ، ويشدّ على الشّجعان وهو يقول : «أعلى قتلي تجتمعون؟!». وهو الذي جبّن الشّجعان وأخافهم وهو بين الموت والحياة حين بدر خولي ليحتزَّ رأسَه ، فضعف وأرعد. وفي ذلك يقول السيّد حيدر الحلي :

عفيراً متى عاينتْهُ الكُماةُ

يختطفُ الرُّعبُ ألوانَها

فما أجلتِ الحربُ عنْ مثلِهِ

قتيلاً يُجبُّنُ شُجعانَها

وهو الذي صبر على طعن الرّماح وضرب السّيوف ورمي السّهام حتّى صارت السّهام في درعه كالشّوك في جلد القنفذ ؛ وحتّى وجد في ثيابه مئة وعشرون رمية بسهم ، وفي جسده ثلاث وثلاثون طعنة برمح ، وأربع وثلاثون ضربة بسيف.

ومُجرّح ما غيَّرتْ منُهُ القَنا

حُسناً ولا أخلفنَ منه جَديدَا

قد كانَ بدْراً فاغتَدَى شمسَ الضُّحَى

مُذْ ألبستهُ يدُ الدِّماءِ لبودَا

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 575
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست