responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 573

المجلس السّابع والعشرون بعد المئتين

روى المدائني : أنّ الإمام الحسن (ع) لمّا صالح معاوية ، قال أخوه الحسين (ع) : «لقد كُنتُ كارِهاً لِما كانّ طَيِّبُ النّفسِ على سَبيلِ أبي حتَّى عَزمَ عليَّ أخي فأطعتُهُ ، وكأنّما يُجَذُّ أنفي بالمَواسي». وقال ابن أبي الحديد : سيّد أهل الإباء الذي علّم النّاس الحميّة ، والموت تحت ضلال السّيوف اختياراً له على الدّنيّة ؛ أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، عُرض عليه الأمان وأصحابه ، فأنف من الذلِّ ، وخاف من ابن زياد أنْ يناله بنوع من الهوان مع أنّه لا يقتله ، فاختار الموت على ذلك. وهو الذي سنّ للعرب الإباء ، واقتدى به مَن جاء بعده مثل أبناء الزّبير وبني المهلّب وغيرهم ، وكان مصعب بن الزّبير يقول وهو يحارب جيش عبد الملك :

وإنَّ الاُلى بالطفِّ من آلِ هاشمٍ

تآسَوا فسنُّوا للكرامِ التآسيَا

ولكن أين أبناء الزّبير من آل أبي طالب؟! مصعب أسلمه ابنه ، وعبد الله بن الزّبير أسلمه أخوه ، ولمّا قتله الحجّاج ، أمسى ويد الحجّاج في يد أخي عبد الله بن الزّبير. أمّا آل أبي طالب فأبوا مفارقة الحسين (ع) وقد أذن لهم بالانصراف حتّى قُتلوا دونه. قال ابن أبي الحديد : وسمعت النّقيب أبا زيد يحيى بن زيد العلوي البصري يقول : كأنّ أبيات أبي تمّام في محمَّد بن حميد الطّائي ، ما قيلت إلاّ في الحسين (ع) :

وَقَدكانَ فَوتُ المَوتِ سَهلاً فَرَدَّهُ

إِلَيهِ الحِفاظُ المُرُّ وَالخُلُقُ الوَعرُ

وَنَفسٌ تَعافُ العارَ حَتّى كَأَنَّهُ

هُوَ الكُفرُ يَومَ الرَوعِ أَو دونَهُ الكُفرُ

فَأَثبَتَ في مُستَنقَعِ المَوتِ

رِجلَهُ وَقالَ لَها مِن تَحتِ أَخمُصِكِ الحَشرُ

تَرَدّى ثِيابَ المَوتِ حُمراً فَما أَتى

لَها اللَيلُ إِلاّ وَهيَ مِن سُندُسٍ خُضرُ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 573
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست