responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 547

المجلس التاسع عشر بعد المئتين

جاء أعرابي إلى النّبي (ص) في عام جدب ، فقال : أتيناك ولم يبقَ لنا صبيٌّ يرتضع ، ولاشارف (أي : ناقة) تجتر. ثمّ أنشد :

أتيناكَ والعذراءُ يَدمَى لبانُها

وقد شُغِلتْ اُمُّ الرَّضيعِ عن الطَّفلِ

وألفَى بكفَّيهِ الفتَى لاستكانةٍ

من الجُوعِ حتّى ما يُمِرُّ ولا يُحلي

وليسَ لنا إلاّ إليكَ فِرارُنا

وأينَ فرارُ النَّاسِ إلاّ إلى الرُّسْلِ

فقام النّبي (ص) يجرّ رداءه حتّى صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : «اللهمّ اسقنا غيثاً مغيثاً ، مريئاً هنيئاً ، مريعاً سحّاً ، سجّالاً غدقاً ، تُحيي به الأرض وتُنبتُ به الزّرع وتدرُّ به الضّرع ، واجعله سقياً نافعاً عاجلاً غير رائث». فما ردّ يده إلى نحره حتّى ألقت السّماء أرواقها ، وجاء النّاس يضجون : الغرق الغرق يا رسول الله! فقال : «اللهمّ ، حوالينا ولا علينا». فانجاب السّحاب عن المدينة حتّى استدار حولها كالإكليل ، فضحك رسول الله (ص) حتّى بدت نواجذه ، ثمّ قال : «لله درّ أبي طالب! لو كان حيّاً لقرّت عينُه. مَن يُنشدنا قوله؟». فقام علي (ع) ، فقال : «يا رسول الله ، لعلك أردت : وأبيضَ يُستسقَى الغَمامُ بوجهِهِ؟». فقال : «أجل». فأنشده أبياتاً من هذه القصيدة ، ورسول الله (ص) يستغفر لأبي طالب على المنبر. وفي هذه القصيدة يقول أبو طالب :

وأبيضَ يُستسقَى الغَمامُ بوجهِه

ثِمالُ اليَتامَى عصمةٌ للأراملِ

تلوذُ بهِ الهُلاّكِ منْ آلِ هاشم

فهُمْ عندَهُ في نعمة ٍوفواضلِ

كذبتُمْ وبيتِ اللهِ نُخْلي محمَّداً

ولمّا نُطاعنْ دونَهُ ونُناضلِ

وننصرُهُ حتّى نُصرَّعَ حولَهُ

ونذهلُ عن أبنائِنا والحلائِل

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 547
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست