responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 536

المجلس الخامس عشر بعد المئتين

روى ابن عيّاش في كتاب مقتضب الأثر في النّص على الأئمة الاثني عشر ، بسنده عن الجارود بن المنذر العبدي ـ وكان نصرانياً فأسلم عام الحُديبية وحسن إسلامه ، وكان قارئاً للكتب عالماً بتأويلها ، بصيراً بالفلسفة والطّب ، ذا رأي أصيل ووجه جميل ـ قال : وفدت على رسول الله (ص) في رجال من عبد القيس ، ذوي أحلام وأسنان ، وفصاحة وبيان ، وحجّة وبرهان ، فلمّا بصروا به (ص) ، راعهم منظره ومحضره ، واُفحموا عن بيانهم ، فاستقدمت دونهم إليه فوقفت بين يديه ، وقلت : السّلام عليك يا نبيَّ الله ، بأبي أنت واُمّي! وأنشأت أقول :

يا نبيَّ الهُدى أتتك رجالٌ

قَطَعَتْ فَدْفَداً وآلاً فآلا

جابتِ البيدَ والمهامِهَ حتّى

غالَها منْ طُوى السُّرى ما غالا

قَطَعتْ دونَك الصحاصحَ تهْوِي

لا تعدُّ الكلالَ فيكَ كلالا

وطوتْها العِتاقُ تجْمحُ فيها

بكماةٍ مثل النُّجومِ تلالا

ثُمّ لمّا رأتكَ أحسنَ مرءٍ

اُفحمتْ عنكَ هيبةً وجلالا

تتَّقي شرَّ بأسِ يومٍ عصيبٍ

هائلٍ أوجلَ القلوبَ وهالا

ونداءً لمحشرِ النّاسِ طُرَّاً

وحِساباً لمَنْ تمادَى ضلالا

نحو نورٍ مِنَ الإلهِ وبرها

نٍ وبرٍّ ونعمةٍ أنْ تنالا

وأمانٍ منهُ لدَى الحشْرِ والنّشْ

رِ إذِ الخلقُ لا يُطيق السؤالا

أنبأ الأوَّلون باسمك فينا

وبأسماءٍبَعدهُ تَتَتَالا

قال : فأقبل عليّ رسول الله (ص) بصفحة وجهه المبارك ، وشمت منه ضياء لامعاً ساطعاً كومض البرق ، فقال : «يا جارود ، لقد تأخّر بك وبقومك الموعد». ـ وقد كنتُ وعدتهُ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 536
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست