اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 514
المجلس الحادي عشر بعد
المئتين
كان النّاس قبل الإسلام ، منهم مَن يعبد
الأصنام كمشركي العرب وغيرهم ، ومنهم مَن يعبد النّار وهم المجوس ، ومنهم مَن يعبد
النّجوم والكواكب ، ومنهم مَن يعبد الملائكة ، ومنهم مَن يعبد الآدميين ، ومنهم
عبَدَة الأصنام والأوثان ، ومنهم مَن لا يؤمن بالبعث ويرى أنّ الأصنام تنفعه في
دنياه ، ويقول : (إِنْ هِيَ إِلاّ حَيَاتُنَا الدّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ)
وقال في ذلك شاعرهم :
يُخبِّرُنا ابنُ كبشةّ أنْ سنُحْيا
وكيفَ حياةُ أصْدَاءٍ وهامِ
والذين كانوا على شرائع الأنبياء كانوا
قد غيّروا وبدّلوا ، واتّخذوا رؤساءهم أرباباً من دون الله ؛ حلّلوا لهم حراماً ،
وحرّموا عليهم حلالاً فاتَّبعوهم. وكانوا يأكلون الرّبا ويشربون الخمر ، ويطوفون
بالبيت عراةً رجالاً ونساءً ، وقد فشا فيهم الزنا وارتكاب الفواحش ، ووأدوا البنات
فدفنوهنّ أحياء : (وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُم بِالاُنثَى ظَلّ
وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ)
ومُلئت الأرض من مشرقها إلى مغربها بالخرافات والسّخافات ، والبدع والقبائح وعبادة
الأوثان ، فبعث الله تعالى نبيّه محمّداً (ص) على حين فترة من الرسل إلى النّاس
كلّهم ، فقام في وجه العالم كافة ، ودعا إلى الإيمان بإله واحد ، آمراً بعبادته
وحده لا شريك له ، مُبطلاً عبادة الأوثان والأصنام ، متمّما لمكارم الأخلاق ،
حاثّاً على محاسن الصفات ، آمراً بكل حسن ، ناهياً عن كلّ قبيح. واكتفى من النّاس
بأنْ يقولوا : لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله ، ويُقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة
، ويصوموا شهر رمضان ، ويحجّوا البيت ، ويلتزموا بأحكام الإسلام. وكان قول هاتين
الكلمتين موجباً أنْ يكون لقائلهما ما للمسلمين وعليه ما عليهم ولو قالهما والسّيف
على رأسه ؛ وأنزل عليه قرآناً عربياً مبيناً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من
خلفه ؛ أعجز به بلغاء
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 514