responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 50

الحسين قد قُتل في مثل هذا اليوم؟». فبكيت لبكائه وحزنت لحزنه ، فقلت له : يا سيّدي ، فما الذي أفعل في مثل هذا اليوم؟ فقال : «يابن وهب ، زر الحسين (ع) من بعيد أقصى ومن قريب أدنى ، وجدّد الحزن عليه ، وأكثر البكاء والشجو له». فقلت له : يا سيّدي ، لو أنّ الدعاء الذي سمعته منك وأنت ساجد كان لمَن لا يعرف الله تعالى ، لظننت أنّ النّار لا تطعم منه شيئاً. والله ، لقد تمنّيت أنّي كنت زرته قبل أنْ أحجّ. فقال لي : «فما يمنعك من زيارته يابن وهب ولم تدع ذلك؟». فقلت : جعلت فداك! لم أدر أنّ الأجر يبلغ هذا كلّه حتّى سمعت دعاءك لزوّاره. فقال لي : «يابن وهب ، إنّ الذي يدعو لزوّاره في السّماء أكثر ممَّن يدعو لهم في الأرض ، فإيّاك أنْ تَدَع زيارته لخوفٍ من أحد ؛ فمَن تركها لخوف من أحد رأى الحسرة والندم. يابن وهب ، أما تُحب أنْ يرى الله شخصك؟ أما تحب أنْ تكون غداً ممَّن يصافحه رسول الله (ص) يوم القيامة؟». قلت : يا سيّدي ، فما قولك في صومه من غير تبييت؟ فقال لي : «لا تجعله صوم يوم كامل ، وليكن إفطارك بعد العصر بساعة على شربة من ماء ، فإنّه في ذلك الوقت انجلت الهيجاء عن آل الرسول وانكشفت الغمّة عنهم ، ومنهم في الأرض ثلاثون قتيلاً ، يعزّ على رسول الله (ص) مصرعهم. ولو كان حيّاً لكان هو المعزّى بهم». قال : وبكى الصادق (ع) حتّى اخضلّت لحيته بدموعه ، ولم يزل حزيناً كئيباً طول يومه ذلك وأنا معه أبكي لبكائه وأحزن لحزنه.

مصيبةٌ أسعَرَتْ في القلب نارَ جَوَى

يُزيدُها مُستمِرُ الذّكرِ تسعيرَا

يا آلَ أحمدَ كمْ حلّتْ فجائعُكُمْ

وكاءَ عيني بدمعٍ ليسَ مَنزُورَا

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست