اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 496
وجاهليتنا لا تُدفع
، وكتاب الله يجمع لنا ما شذّ عنّا ، وهو قوله تعالى : (واُولُوا
الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ) وقوله تعالى : (إِنّ
أَوْلَى النّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَهذَا النّبِيّ وَالّذِينَ
آمَنُوا وَاللّهُ وَلِيّ الْمُؤْمنينَ)
فنحن تارة أولى بالقرابة ، وتارة أولى بالطاعة. ولمّا احتجّ المهاجرون على الأنصار
يوم السقيفة برسول الله (ص) فلجوا عليهم ، فإنْ يكن الفلجُ به فالحقّ لنا دونكم ،
وإنْ يكن بغيره فالأنصار على دعواهم. وزعمت أنّي لكل الخلفاء حسدتُ ، وعلى كلّهم
بغيتُ ، فإنْ يكن ذلك كذلك فليس الجناية عليك ، فيكون العذر إليك ، وتلك شكاة ظاهر
عنك عارُها. وقلتَ : إنّي كنتُ اُقاد كما يُقاد الجمل المخشوش حتّى اُبايع ،
ولَعمر الله ، لقد أردتَ أنْ تذمَّ فمدحت ، وأنْ تفضح فافتضحت ، وما على المسلم من
غضاضة أنْ يكون مظلوماً ما لم يكن شاكّاً في دينه ، ولا مُرتاباً بيقينه ، وهذه
حُجّتي إلى غيرك قصدها ، ولكنّي أطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها. وذكرت :
أنّّه ليس لي ولا لأصحابي إلاّ السّيف ، فلقد أضحكت بعد استعبار! متى ألفيت بني
عبد المطلب عن الأعداء ناكلين ، وبالسّيف مُخوَّفين؟ ـ لبّث قليلاً يلحق الهيجا
حَمَلْ ـ فسيطلبك مَن تطلب ، ويقرب منك ما تستبعد. وأنا مرقل نحوك في جحفل من
المهاجرين والأنصار ، والتابعين لهم بإحسان ، شديدٌ زحامهم ، ساطعٌ قتامهم ،
متسربلين بالموت ، أحبّ اللقاء إليهم لقاء ربّهم ، قد صحبَتْهم ذرّيّة بدريّة
وسيوف هاشميّة ، قد عرفتَ مواقع نصالها في أخيك وخالك ، وجدّك وأهلك (وما هي من
الظالمين ببعيد)أخوه
حنظلة بن أبي سفيان وخاله الوليد بن عتبة قتلهما أمير المؤمنين (ع) يوم بدر ،
وجدّه عتبة بن ربيعة الذي قتله حمزة يوم بدر ، وشرك في قتله أمير المؤمنين (ع) ،
وما برحت أحقاد بدر في قلوب بني اُميّة حتّى أظهرها يزيد يوم جيء إليه برأس الحسين
(ع) ، فلمّا وُضع الرأس الشريف بين يديه ، دعا بقضيب خيزران وجعل ينكت به ثنايا
الحسين (ع) ، ثُمّ قال : يوم بيوم بدر. وكان عنده أبو برزة الأسلمي ، فقال : ويحك
يا يزيد! أتنكت بقضيبك ثغر الحسين بن فاطمة؟! أشهد لقد رأيت النّبي (ص) يرشف
ثناياه وثنايا أخيه الحسن ، ويقول : «أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة ، فقتل الله
قاتلكما ، ولعنه وأعدّ له جهنم وساءت مصيراً». فغضب يزيد وأمر بإخراجه ، فاُخرج
سحباً. وفي رواية : أنّه قال : أما إنّك يا يزيد ، تجيء يوم القيامة وابن زياد
شفيعك ، ويجيء هذا ومحمّد شفيعه. ثُمّ قام فولّى.
أتنْكتُها شُلَّتْ يمينُك إنَّها
وجوهٌ لوجهِ اللهِ طالَ سُجُودُها
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 496