اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 485
(ص) : «إنّ الله
قادر على أنْ يجيئنا به». ثُمّ قال (ص) : «اللهمّ ، ائتنا به مع أفضل اُمّتي عندك
منزلة». فطرق علي (ع) الباب ودخل ، ومعه مكتل قد ألقى عليه طرف ردائه ، فقال له
النّبي (ص) : «ما هذا يا علي؟». قال : «عنب التمسته لفاطمة». فقال (ص) : «الله
أكبر الله أكبر! اللهمّ ، كما سررتني بأنْ خصصت عليّاً بدعوتي ، فاجعل فيه شفاءَ
بُنيّتي». ثُمّ قال (ص) : «كُلي على اسم الله يا بُنيّة». فأكلت ، وما أنْ خرج
رسول الله (ص) حتّى استلقت وبرئت. فقال عمر : صدقت وبررت ، أشهد لقد سمعته ووعيته.
يا رجل ، خُذ بيد امرأتك ؛ فإنْ عرض لك أبوها فاهشم أنفه. ثمّ قال : يا بني عبد
مناف ، والله ، ما نجهل ما يعلم غيرنا ، ولا بنا عمىً في ديننا ، ولكن كما قال
الأوّل :
تصيَّدتْ الدُّنيا رجالاً بفخِّها
فلمْ يُدركوا خيراً بل استحْقَبوا
شَرّا
وأعماهُمُ حبُّ الغِنى وأصمَّهُمْ
فلمْ يُدركوا إلاّ الخسارةَ والوزْرا
قال : فكأنّما اُلقم بني اُميّة حجراً ،
ومضى الرجل بامرأته. وعمر بن عبد العزيز هو الذي رفع السّب عن مولانا أمير
المؤمنين (ع) ، وردّ فدكاً إلى أولاد فاطمة عليهاالسلام
، وقد كان بنو اُميّة جعلوا سبّه فرضاً من الفروض الواجبة ، فكان يُسبّ على جميع
منابر الإسلام في أقطار الأرض ، في الأعياد والجماعات حتّى رفعه عمر بن عبد العزيز
في زمن خلافته. وفي ذلك يقول الشريف الرضي ـ رضي الله عنه ـ :
يابنَ عبدِ العزْيزِ لو بكتْ العيْ
نُ فتىً من اُميّةَ لبكيتكْ
أنتَ نزْهتَنا عن السّبِّ والشّتْ
مِ فلو أمكنَ الجزاءُ جزيتُكْ
وبنو اُميّة قد دخلوا في الإسلام كرهاً
، وبقيت في نفوسهم أحقاد بدر ويوم الفتح ، بما قتله منهم بنو هاشم حين كان جدّهم
أبو سفيان يحارب رسول الله (ص) بكلِّ جهد ويكيد الإسلام ما استطاع ، فلمّا كان يوم
الفتح ، أظهر الإسلام ليحقن دمه ، وأسرّ النّفاق ، وبقيت أحقاد بدر في نفسه ،
ونفوس أبنائه وذرّيّته حتّى أظهرها يزيد يوم جيء إليه باُسارى أهل بيت النّبوّة ،
ومعهم رأس الحسين (ع) ورؤوس أصحابه ، وكان يزيد في منظرة على جيرون ، فأنشأ يقول :
لمّا بَدتْ تلكَ الحمولُ وأشرقَتْ
تلكَ الشّموسُ على رُبى جيرونِ
نَعبَ الغُرابُ فقلتُ صحْ أو لا تَصحْ
فلقدْ
قضيْتُ من الغريمِ دُيوني
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 485