responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 435

المجلس الثاني والثمانون بعد المئة

قال المُرزُباني : دخل عدي بن حاتم الطائي ـ رحمه الله ، وكانت عينه ذهبت يوم الجمل ـ على معاوية وعنده ابن الزّبير ، فقال ابن الزّبير : يا أبا طريف ، متى ذهبت عينُك؟ قال : يوم فرّ أبوك مُنهزماً فقُتل ، وضُربتَ على قفاك وأنت هارب ، وأنا مع الحقّ وأنت مع الباطل. فقال معاوية : ما فعل الطُّرفات؟ ـ يعني : طريفاً وطُرافاً وطُرْفة أبناءه ـ قال : قُتلوا مع أمير المؤمنين علي (ع). فقال له : ما أنصفك علي ؛ إذ قدّم أبناءك وأخّر أبناءه. قال : بل أنا ما أنصفته ؛ إذ قُتل وبقيت بعده. قال له معاوية : أما أنّه قد بقيت قطرة من دم عثمان ، ما لها إلاّ كذا ، وأومأ بيده إليه. فقال له عدي : إنّ السّيوف التي اُغمدتْ اُغمدتْ على حسّك في الصدور ، ولعلّك تسلُّ سيفاً تسلُّ به سيوفاً. فالتفت معاوية إلى عمرو بن العاص ، فقال : كلمة شدَّها في قَرنك. ثمّ خرج عدي ، وهو يقول :

يحاولُنِي مُعاويةُ بن صخْرٍ

وليسَ إلى التي يَبغِي سبيل

يُذكِّرُني أبا حَسنٍ عليّاً

وخَطْبي في أبي حسنٍ جليل

وقال ابنُ الزُّبيرِ وقال عمرٌو

عديٌّ بعدَ صفّين ذليل

فقُلتُ صدقتُما قدْ هدَّ رُكني

وفارقَني الذينَ بهِمْ أصول

ولكنّي على ما كانَ منِّي

اُخبِّرُ صاحبيَّ بما أقول

اُخبِّرُ صاحبيَّ بما أقول

من الأيامِ محمِلُهُ ثقيلُ

أقول : كلّ مَن كان عريقاً في ولاء أهل البيت عليهم‌السلام يهون عليه فداء نفسه وولده في محبّتهم ؛ ألاَ ترى إلى بشر بن عمرو الحضرمي حين قيل له يوم الطفِّ : إنّ ابنه اُسّر بثغر الري ، فقال : عند الله أحتسبه ونفسي ، ما كنت أحبّ أنْ يُؤسر وأبقى بعده. فسمع الحسين (ع) قوله ، فقال له : «رحمك الله ، أنت في حلٍّ من بيعتي ، فاذهب واعمل في فكاك ابنك». فقال : أكلتني السباع حيّاً إنْ فارقتك. قال (ع) : «فأعطِ ابنك هذا هذه الأثواب

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 435
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست