اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 410
ومنّا جعفر ذو الجناحين ، أحسن النّاس
حسناً ، وأكملهم كمالاً ، ليس بغدّار ولا ختّار ، بدّله الله جلّ وعزّ بكل يدٍ له
جناحاً يطير به في الجنة ، وفيه يقول الشاعر :
هاتُوا كجعْفَرِنا ومثلِ عليِّنا
أليسا أعزَّ النّاسِ عندَ الخلائقِ
ومنّا أبو الحسن علي بن أبي طالب ، أفرس
بني هاشم ، وأكرم من احتفى وانتعل بعد رسول الله (ص) ، ومن فضائله ما قصر عنكم
أنباؤها ، وفيه يقول الشاعر :
وهذا عليٌّ سيّدُ النّاسِ فاتَّقُوا
عليّاً بإسلامٍ تقدَّمَ منْ قبل
ومنّا الحسن بن علي ، سبط رسول الله (ص)
، وسيّد شباب أهل الجنة ، وفيه يقول الشاعر :
ومَنْ يكُ جدُّهُ حقّاً نبيّاً
فإنّ لهُ الفضيلةَ في الأنامِ
ومنّا الحسين بن علي ، حمله جبرائيل (ع)
على عاتقه ، وكفى بذلك فخراً ، وفيه يقول الشاعر :
نفَى عنهُ عيبَ الآدميينَ ربُّهُ
ومِنْ مجدِهِ مجدُ الحُسينِ
المُطهَّرِ
ثمّ قالت : يا معشر قريش ، والله ، ما
معاوية بأمير المؤمنين ، ولا هو كما يزعم ، هو والله ، شانئ رسول الله (ص) ، إنّي
آتية معاوية وقائلة له بما يعرق منه جبينُه ، ويكثر منه عويلُه. فكتب عامل معاوية
إليه بذلك ، فلمّا قربت من المدينة ، استقبلها يزيد في حشمه ومماليكه ، فلمّا دخلت
المدينة ، أتت دار أخيها عمرو بن غانم ، فقال لها يزيد : إنّ أبا عبد الرحمن يأمرك
أن تصيري إلى دار ضيافته ـ وكانت لا تعرفه ـ. فقالت له : مَن أنت؟ قال : يزيد بن
معاوية. قالت : فلا رعاك الله يا ناقص. فأتى أباه فأخبره ، فقال : هي أسنّ قريش
وأعظمهم. قال : كانت تعدّ على رسول الله (ص) أربعمئة عاماً. فلمّا كان من الغد ،
أتاها معاوية فسلّم عليها ، فقالت : على المؤمنين السّلام ، وعلى الكافرين الهوان.
ثمّ قالت : مَن منكم ابن العاص؟ قال عمرو : ها أنا ذا. فقالت : وأنت تسبّ قريشاً
وبني هاشم ، وأنت أهل السبّ يا عمرو! إنّي والله ، لعارفة بعيوبك وعيوب اُمّك.
وأمّا أنت يا معاوية ، فما كنت في خير ولا ربيت في خير ، فما لك ولبني هاشم؟ أنساء
بني اُميّة كنسائهم؟ أمْ اُعطي اُميّة ما اُعطي هاشم في الجاهليّة والإسلام؟ وكفى
فخراً برسول الله (ص). فقال معاوية : أيّتها الكبيرة ، أنا كافٍّ عن بني هاشم. ذكّرني
خطاب غانمة الهاشميّة بذلك اللسان العضب الهاشمي ، والقلب الجريء ، غير هيّابة ولا
وجلة ، خطاب فخر الهاشميّات زينب بنت علي عليهماالسلام
، شبيهة أبيها أمير المؤمنين (ع) ، لولده يزيد حين خطبت تلك الخطبة العظيمة ،
وخاطبت يزيد بكلام كحدود السّيوف ، ستحقرة له ، غير
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 410