responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 376

المجلس التاسع والخمسون بعد المئة

لمّا كان يوم صفّين ، وقُتل هاشم بن عتبة المرقال ، وكانت معه راية أمير المؤمنين (ع) ، أخذ الراية ولده عبد الله بن هاشم ، وجعل يقول :

أهاشمُ بنَ عُتبَةِ بنِ مالِكْ

أعززْ بشيخٍ منْ قُريشٍ هالِكْ

تَخبطُهُ الخيْلاتُ بالسَّنابِكْ

في أسْوَدٍ منْ نقْعهِنَّ حالِكْ

أبشرْ بحورِ العِينِ في الأرائِكْ

والرَّوحِ والرَّيحانِ عندَ ذلكْ

ثمّ إنّ عبد الله حمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيها النّاس ، إنّ هاشماً كان عبداً من عباد الله الذين قدّر أرزاقهم ، وأحصى أعمالهم ، وقضى آجالهم ، فدعاه الله ربّه الذي لا يُعصى ، فأجابه وسلّم لأمر الله ، وجاهد في طاعة ابن عمِّ رسول الله ، وأوّل مَن آمن به ، وأفقههم في دين الله ، المخالف لأعداء الله المستحلّين ما حرّم الله ، الذين عملوا في البلاد بالجور والفساد ، واستحوذ عليهم الشيطان فزيّن لهم الإثم والعدوان ، فحقّ عليكم جهاد مَن خالف سُنّة رسول الله (ص) ، وعطّل حدود الله ، وخالف أولياء الله. فجُودوا بمُهج أنفسكم في طاعة الله في هذه الدنيا ؛ تُصيبوا الآخرة والمنزل الأعلى والمُلك الذي لا يبلى ، فلو لم يكن ثوابٌ ولا عقاب ، ولا جنّةٌ ولا نار ، لكان القتال مع عليٍّ أفضل من القتال مع معاوية ابن آكلة الأكباد ، فكيف وأنتم ترجون ما ترجون؟! فلمّا انقضى أمر صفّين ، وسلّم الحسن (ع) الأمر لمعاوية ، نادى منادي معاوية : أمِنَ الأسود والأحمر بأمان الله ، إلاّ عبد الله بن هاشم. فاختفى عبد الله عند امرأة بالبصرة من بني مخزوم ، فدُلّ عليه معاوية ، فبعث إلى زياد : أنْ ائتِ دار فلانة المخزوميّة ، فاستخرج عبد الله بن هاشم المرقال منها ، فاحلق رأسه ، والبسه جُبّة شعر ، وقيّده وغلّ يده إلى عنقه ، وأحمله على قتب بعيرٍ بغير وطاء ولا غطاء ، وأنفذ به إليّ. ففعل به زياد ذلك وأنفذه إلى معاوية ، فوصل إليه وقد لاقى تعباً كثيراً ، وغيّرت الشمس وجهه ، فعرفه

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست