responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 374

المجلس الثامن والخمسون بعد المئة

لمّا كان يوم صفّين دفع علي (ع) الراية إلى هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص ، ويُسمّى : المرقال ؛ لأنّه كان يرقل بالراية إرقالاً. وكان عليه درعان ، وكان من خيار أصحاب أمير المؤمنين (ع) وشجعانهم ، وكان أعور ، فقال له علي (ع) كالمُمازح : «أمَا تخشى أنْ تكون أعورَ جباناً؟». قال : ستعلم يا أمير المؤمنين ، والله ، لألفنّ بين جماجم القوم لفّ رجل ينوي الآخرة. فأخذ رمحاً فهزّه فانكسر ، ثمّ أخذ آخر فوجده جاسياً فألقاه ، ثمّ أخذ رمحاً ليّناً فشدّ به اللواء وهزّه ، وقال :

أعْوَرُ يبْغي رُمْحهُ محَلاَّ

قَدْ عالجَ الحياةَ حتّى ملاَّ

لا بُدَّ أنْ يَغُلَّ أو يُغلاَّ

أشلُّهُمْ بذي الكُعوبِ شَلاَّ

معَ ابنِ عمِّ أحمدَ المُعلَّى

فيهِ الرَّسولُ بالهُدَى استَهلاَّ

أوّلُ مَنْ صَدَّقهُ وصلَّى

فجاهدَ الكُفّارَ حتّى أبلَى

وجعل عمّار بن ياسر يتناوله بالرمح ، ويقول : اقدم يا أعور ، لا خيرَ في أعور لا يأتي الفزعْ. وكان هاشم عالماً بالحرب ، فجعل عمرو بن العاص يقول : إنّي لأرى لصاحب الراية السّوداء عملاً ، لئن دام على هذا ، ليفنينّ العرب اليوم. وزحف هاشم بالراية ، واقتتل النّاس قتالاً شديداً لم يُسمع بمثله ، وجعل هاشم يقول :

أعْوَرُ يبْغي نفسَهُ خَلاصَا

مثلُ الفنِيقِ لابِساً دِلاصَا

قدْ جرَّبَ الحربَ ولا أناصَا

لا ديَّةً يخْشَى ولا قِصاصَا

كلُّ إمرئٍ وإنْ كبَا وحاصَا

ليسَ يرَى منْ مَوتِهِ مَناصَا

وقاتل هاشم وأصحابه قتالاً شديداً ، فحمل عليه الحارث التنوخي فطعنه فسقط ، وبعث إليه علي (ع) : «أنْ قدّم لواءَك». فقال للرسول : انظر إلى بطني ، فإذا هو قد

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 374
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست