responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 363

المجلس الثالث والخمسون بعد المئة

كان عبد الله بن بُديل الخزاعي مع علي (ع) يوم صفّين ، وعليه سيفان ودرعان ، وجعل يضرب النّاس بسيفه قُدُماً [١] وهو يقول :

لمْ يبقَ غيرُ الصَّبرِ والتَّوكُّلِ

والتِّرسِ والرُّمحِ وسيفٍ مِصقَلِ

ثُمّ التَّمشِّي في الرَّعيلِ الأوَّلِ

مَشِي الجمالِ في حِياضِ المنْهَلِ

فلمْ يزل يضرب بسيفه حتّى انتهى إلى معاوية ، فأزاله عن موقفه ، ومع معاوية عبد الله بن عامر واقفاً ، فأقبل أصحاب معاوية على عبد الله بن بديل يرضخونه بالصخر حتّى أثخنوه وقتلوه ، وأقبل إليه معاوية وعبد الله بن عامر ؛ فأمّا عبد الله بن عامر فألقى عمامته على وجهه وترحّم عليه ، وكان له أخاً وصديقاً. فقال له معاوية : اكشف عن وجهه. فقال عبد الله : والله ، لا يُمثّل به وفيّ الروح. فقال له معاوية : اكشف عن وجهه ، فقد وهبته لك. فكشف عن وجهه ، فقال معاوية : هذا كبش القوم وربّ الكعبة. اللهمّ ، ظفّرني بالأشتر النّخعي والأشعث الكندي ، والله ، ما مثل هذا إلاّ كما قال الشاعر :

أخو الحربِ إنْ عضَّتْ بهِ الحرْبُ عَضَّها

وإنْ شمٍرتْ عنْ ساقِها الحربُ شمَّرا

ويحْمِي إذا ما الموتُ كان لقَاؤهُ

لدى الشرِّ يحْمِي الأنْفَ أنْ يتأخَّرا

كليثِ هِزْبرٍ كانَ يحْمِي ذِمارَهُ

رَمتْهُ المنايَا فصدَّها فتَقطَّرا

مع أنّ نساء خُزاعة لو قدرت على أن تقاتلني ـ فضلاً عن رجالها ـ فعلت. أمَا كان يوم كربلاء رجل مثل عبد الله بن عامر ، فيضع عمامته على وجه الحسين (ع)


[١] قُدُماً ، بضمتين : المضي أمام أمام. كذا في القاموس. ـ المؤلّف ـ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست