responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 361

المجلس الثاني والخمسون بعد المئة

لمّا كان يوم صفّين جاء علي أمير المؤمنين (ع) ، ومعه بنوه نحو رايات ربيعة ، فنادى (ع) بأعلى صوته : «لمَنْ هذه الرّايات؟». قالوا : هذه رايات ربيعة. فقال (ع) : «بل هي رايات الله ، عصم الله أهلَها ، وصبَّرهمْ وثبَّت أقدامهمْ». ثمّ قال (ع) للحضين بن المنذر : «يا فتى ، ألا تدني رايتك هذه ذراعاً؟». فقال له : نعم والله ، وعشرة أذرع. فأقبل بها حتّى أدناها ، فقال له : «حسبُك مكانك». وقال الحضين بن المنذر : أعطاني علي الراية ، وقال : «سِرْ على اسم الله يا حضين ، واعلم أنّه لا يخفق على رأسك راية مثلها أبداً ؛ لأنّها راية رسول الله (ص)». وزحف الحضين بن المنذر برايته ، وكانت حمراء ، فأعجب عليّاً زحفُه وثباته ، فأنشأ (ع) يقول :

لمَنْ رايةٌ حمراءُ يخْفقُ ظلُّها

إذا قِيل قدِّمهَا حُضينُ تَقدَّما

ويدنُو بها في الصَّفِّ حتّى يَديرها

حِمامُ المنايا تَقطُر الموتَ والدَّما

تراهُ إذا مَا كان يومُ عظيمةٍ

أبى فيهِ إلاّ عِزَّةً وتكرُّما

جزى اللهُ قوماً صابَرُوا في لقائِهمْ

لَدَى البأسِ حُرّاً ما أعفّ وأكرَما

وأحزمَ صبْراً حِينَ تُدعَى إلى الوغَى

إذا كانَ أصواتُ الكُماةِ تغمْغُما

ربيعةَ أعني إنّهُمْ أهلُ نجدةٍ

وبأسٍ إذا لاقَوا خميساً عرَمْرما

فلمّا أصبحوا في اليوم العاشر ، أصبحوا وربيعة محدقة بعلي (ع) ، إحداق بياض العين بسوادها. قال عتاب بن لقيط : إنْ اُصيب علي فيكم افتضحتم ؛ وقد لجأ إلى راياتكم. وقال لهم شقيق بن ثور : يا معشر ربيعة ، ليس لكم عذر في العرب إن اُصيب علي فيكم ومنكم رجل حيّ ، فقاتلوا قتالاً شديداً. وقام خالد بن المعمّر السَّدوسي ، فنادى : مَن يُبايع على الموت ويشري نفسه لله؟ فبايعه سبعة آلاف على أنْ لا ينظر رجل منهم خلفه حتّى يردوا سرادق معاوية. فاقتتلوا قتالاً شديداً ، وقد كسروا جفون سيوفهم

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 361
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست