responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 349

المجلس الثامن والأربعون بعد المئة

لمّا كان يوم صفّين خرج رجل من أهل الشام يسأل المبارزة ، فخرج إليه رجل من أهل العراق ، فاقتتلا بين الصفّين قتالاً شديداً ، ثمّ إنّ العراقي اعتنق الشامي فوقعا جميعاً تحت قوائم فرسيهما ، فجلس العراقي على صدره وكشف المغفر عنه يريد ذبحه ، فلمّا رآه عرفه فاذا هو أخوه. فصاح به أصحاب علي (ع) : أجهز على الرجل. فقال : إنّه أخي. قالوا : فاتركه. فقال : حتّى يأذن لي أمير المؤمنين (ع). فاُخبر علي (ع) بذلك ، فأرسل إليه : «دعْهُ». فتركه. وكان لمعاوية مولىً يُقال له : حريث ، وكان فارس معاوية الذي يعدّه لكلّ مبارز ولكلّ عظيم. وكان حريث يلبس سلاح معاوية متشبّهاً به ، فإذا قاتل قال النّاس : ذاك معاوية. وإنّ معاوية دعاه وقال له : يا حريث ، اتّقِ عليّاً وضع رمحك حيث شئت. فأتاه عمرو بن العاص ، فقال : يا حريث ، لو كنت قرشيّاً لأحبَّ معاوية أنْ تقتل عليّاً ، ولكن كره أنْ يكون لك حظَّها ، فإنْ رأيت فرصة لعلي فأقحم عليه وقاتله. قال : وخرج أمير المؤمنين (ع) أمام الخيل ، فحمل عليه حريث مولى معاوية ، وكان شديداً ذا بأس ، ونادى : يا علي ، هل لك في المبارزة؟ فأقدم أبا حسن إذا شئت. فأقبل أمير المؤمنين (ع) ، وهو يقول :

أنا عليٌّ وابنُ عبدِ المُطَّلبْ

نحنُ لَعمرُ اللهِ أولى بالكُتُبْ

منّا النّبيُّ المُصطفَى غيرُ كذبْ

أهلُ اللواءِ والمقامِ والحُجُبْ

يا أيُّها العبدُ الغريبُ المُنتدِبْ

يا أيُّها العبدُ الغريبُ المُنتدِبْ

ثم ضربه علي (ع) فقتله ، فجزع عليه معاوية جزعاً شديداً ، وعاتب عمرو بن العاص في ذلك ، ثمّ أنشأ معاوية يقول :

حُريثُ ألَمْ تعلمْ وجهلُك ضائرُ

بأنّ عليّاً للفوارسِ قاهرُ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 349
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست