responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 331

المجلس الخمسون بعد المئة

لم يكد الحسين (ع) يمضي إلاّ قليلاً حتّى التّقى ـ عند جبل ذي حسم ـ بجيش من ألف فارس يقوده الحرّ بن يزيد ، وهو أحد الأشراف الذين أشار إليهم مجمع بن عبيد العامري ، بل سنرى أيضاً أنّ اختيار الرّجال الذين سيحاربون الحسين (ع) تم بدقّة حتّى تتبلبل أفكار الشّعب ؛ فالقائد الذي قاتل الحسين (ع) في معركته الأخيرة كان عمر بن سعد بن أبي وقاص ، ابن صحابي كبير.

ماذا يقول الشّعب عندئذ؟ ابن علي بن أبي طالب يُقاتله ابن سعد بن أبي وقاص ..

وأنّه لأمر مُثير للدّهشة أنْ يأتمر عمر بن سعد بن أبي وقاص بأوامر عبيد الله بن زياد ، ابن فاتح فارس وصحابي رسول الله ، يأتمر بامر ابن زياد مجهول الأب ، المشكوك في نسبه.

بل إنّ عمر لا يأتمر بامر عبيد الله فحسب ، بل يتملّق ويُدهن إليه! فحين جيء بمُسلم بن عقيل بين يدي عبيد الله ، طلب مُسلم أنْ يفضي بكلمة إلى عمر ، وتقدّم إليه عمر ، فهمس مُسلم في اُذنه مُناشداً قرابته أنْ ينفذ وصيته التي سيفضي بها إليه ؛ وهي أنْ يردّ دَيناً عليه قد اقترضه من رجل بالكوفة ، فيبيع سيفه ودرعه ويوفي دينه ، وأنْ يرسل إلى الحسين (ع) مَن يمنعه من المجيء ؛ مُصححاً رسالة سابقة بأنّ النّاس معه.

إنّ عمر بن سعد بن أبي وقاص لم يكتُم السرّ الأخير ، بل بادر فأفشاه لعبيد الله بن زياد.

إلى هذا المدى فقد أعاظم الرّجال كرامتهم! فإلى أي مدى فقد الشّعب المقهور

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست