خلا الجوُّ لمعاوية بعد مقتل الحسن (ع)
بالسمّ ، أمّا زياد بن أبيه فقد تكفّل بالقضاء على كلّ العناصر القيادية في العراق
، مستعملاً في ذلك أبشع الوسائل.
وفي المدينة عاشت الإرستقراطية العربية
في بحبوحة من العيش ، عاشت في قصور ناعمة يُجلب إليها من كلّ الأقطار وسائل
التّرفيه ، ويعيش في غُرفاتها القيان والعبيد ، ويجلس الأمير في حاشية من صحبه
وخدمه والمتزلّفين إليه.
وكانت إرستقراطية المدينة تتكوّن أساساً
من الولاة السّابقين الذين فرّوا بمال بيت المال ، أو أغدق عليهم معاوية ما شاءت
له سياسته.
ليتقاعدوا ويكفّوا يدهم عن السّياسة ،
ومن كبار المحاربين ذوي الاُعطيات الضّخمة وأصحاب الثّروات الطّائلة ، ومن أبناء
هؤلاء جميعاً وأتباعهم. وستصبح المدينة بعد ذلك مكانا شاعريّاً يظهر فيها الغناء
والشّعر ، والموسيقى والرّقص كأزهى ما كانت عليه مدينة في عصور الازدهار القديمة.
ومن المُمكن تصوّر كيف كانت تفكّر هذه
الإرستقراطية ؛ كانت أحاديث السّياسة هي الغالبة ، وكان البحث عن مواقع القُرى
ومراكز التّجمع والأنصار شغلهم الشّاغل في المدينة ، كذلك كان الحسين (ع) ظاهراً
كأكثر الرّجال شعبية ، وأظفرهم برضاء عامّة المُسلمين وقواعدهم ، وكان هُناك أيضاً
عبد الله بن الزّبير ، كما كان
[١] من المجالس
التّي أضفناها إلى الطّبعة السّابقة. وهذا المجلس مع المجالس الثّلاثة التّي تليه
، بقلم الاستاذ أحمد عباس صالح.
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 319