responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 316

المجلس السّادس والأربعون بعد المئة [١]

مُنذ ولدت هذه المأساة ، وهي تموّن الفكر العالمي بأرفع ما وصلت إليه البطولة ، وأقصى ما بلغه الاستشهاد ، ثُمّ تموّن العاطفة بأشجى ما وصل إليه الحزن النّبيل. وبرغم القرون المتتابعة على ولادتها بقيت معانيها تتجدد في كلّ لحظة ، وبقيت مصدراً عجيباً من مصادر الوحي الغنيِّ للأقلام السّائرة في دروب الحياة إلى مُنتهى القمم الشّوامخ.

من ذلك الزّمن الذي وقعت فيه إلى هذا اليوم الذي تنفصل بينه وبين يومها الأول أربعة عشر قرناً ، وهي تبدو وكأنّها على موعد مع التّجديد الرّائع في سمو المعاني وسمو الأقلام التّي يسيل في لعابها نشيد الخلود.

عظمة هذه المأساة لم تكن في اختيار الموت على الحياة ، أو مواجهة العدد القليل للعدد الهائل الكبير ، أو في الصّبر المُذهل أمام وحوش الغابات وإنْ كانت هذه المعاني فصولاً خالدة من فصولها الكثيرة وإنّما كانت في شيء آخر ... كانت في ذلك التّحدي المُخيف للطغيان الأحمق والظّلم البليد والجبروت الغبي ... نعم كانت في هذا المعنى الذي ينتصب في تاريخ الشّعوب كما ينتصب المارد الجبّار ، ويلوح كما يلوح العملاق أمام الزّرازير الجبانة.

وفي عقيدتي إنّ طُغاة الحُكم الاُموي كانوا أجهل النّاس بالأخلاق العربية العامّة ، كما كانوا أغبى النّاس في معرفة النّفس العربية البسيطة ووعي أسرارها. وقد ظنّ اُولئك الأغبياء الحمقى أنّ المال وحده كافٍ في اماتة كلّ نبل وابادة كلّ شرف ، وأنّ شراء عدد من زعماء العرب في ذلك الوقت كان في القضاء على الجوهر النّبيل


[١] من المجالس التّي أضفناها على الطّبعة السّابقة وهو بقلم الاستاذ محمّد شرارة.

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست