اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 264
المجلس الخامس والعشرون بعد
المئة
كان رسول الله قد هادن قريشاً في عام
الحديبية عشر سنين ، ودخلت خزاعة معه ، وكان بين خزاعة وعبد المطّلب حلف قبل
الإسلام ، وجعلت قريش بني بكر داخلة معها ، وكانت بين خزاعة وبني بكر أحقاد في
الجاهلية ، فعَدت بنو بكر على خزاعة بموضع يُقال له الوتير وقتلوا منهم ، وعاونتهم
قريش سرّاً بالمال والرّجال ، فجاءت خزاعة تستصرخ النّبي ، وأنشد قائلهم :
لاهُم إنّي ناشدٌ محمّدا
حلفَ أبينا وأبيك الأتلدا
إنّ قريشاً أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكّدا
هم بيّتونا بالوتير هُجّدا
نتلوا القرآنَ رُكّعاً وسُجّدا
فقام مُغضباً يجرّ رداءه ، وقال : «لا
نُصرتُ إنْ لم أنصر خُزاعة مما أنصر منه نفسي». وندمت قريش على ما صنعت ، فأرسلت
أبا سفيان ليجدد الحلف مع النّبي ، فقال رسول الله : «هل حدث عندكم شيء؟». قال :
لا. قال : «فإنّا على صلحنا لا نُغيّر ولا نُبدّل». فدخل أبو سفيان على ابنته اُمّ
حبيبة زوجة النّبي ، فلمّا أراد الجلوس على فراش رسول الله ، طوته. فقال : أرغبت
بي عنه ، أم رغبت به عنّي؟ فقالت : هو فراش رسول الله وأنت مُشرك نجس. فقال : لقد
أصابك بعدي شرّ. فقالت : بل هداني الله للإسلام. ورجع أبو سفيان وتجهّز رسول الله
لفتح مكّة في عشرة آلاف ، وخرج بالجيش فلقيه عمّه العبّاس مهاجراً فأرجعه معه ،
فلمّا كانوا قريباً من مكّة ، أمرهم أنْ يوقد كُلّ واحد منهم ناراً ، فأوقدوا عشرة
آلاف نار ، وقال العبّاس : لئن بغت رسول الله قريشاً إنّه لهلاكها. فركب بغلة رسول
الله وخرج لعلّه يرى أحداً يُرسل معه خبر إلى مكّة ، وكان أبو سفيان قد خرج يتجسس
الأخبار ، فرآه العبّاس وأخبره ، وقال : اذهب معي لآخذ لك أماناً ، فوالله ، إنْ
ظفر بك رسول الله
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 264