responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 26

المجلس الثامن

ممّا جاء في كرم الحسين (ع) ، ما رواه عمرو بن دينار قال : دخل الحسين بن علي عليهما‌السلام على اُسامة بن زيد وهو مريض ، وهو يقول : وآغمّاه! فقال له الحسين (ع) : «وما غمّك يا اُسامة؟». فقال : دَيني ، وهو ستّون ألف درهم. فقال الحسين (ع) : «هو علَيّ». فقال : إنّي أخشى أنْ أموت. فقال الحسين (ع) : «لنْ تموت حتّى أقضيها عنك». قال : فقضاها قبل موته. وكان (ع) يقول : «شرّ خصال الملوك ؛ الجُبن عن الأعداء ، والقسوة على الضعفاء ، والبخل عن الإعطاء». ووفد أعرابي إلى المدينة فسأل عن أكرم النّاس بها ، فدُلّ على الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام ، فدخل المسجد فوجده يصلّي ، فوقف بازائه وأنشأ يقول :

لمْ يَخبِ الآن مَنْ رجاكَ ومَنْ

حرَّكَ من دون بابِك الحلَقهْ

أنت جوادٌ وأنت مُعتَمَدٌ

أبوك قدْ كان قاتلَ الفسَقهْ

لولا الّذي كان منْ أوائِلكُمْ

كانتْ علينا الجَحيمُ مُنطبقهْ

فسلّم الحسين (ع) ، وقال : «ياقنبر ، هل بقي من مال الحجاز شيء؟» قال : نعم ، أربعة آلاف دينار. فقال (ع) : «هاتها ، قد جاء مَن هو أحقّ بها منّا». ثمّ نزع بردته ولفّ الدنانير فيها وأخرج يده من شقّ الباب ؛ حياءً من الأعرابي ، وأنشأ يقول :

خُذْها فإنّي إليك معتذرٌ

واعلَمْ بأنّي عليك ذو شَفَقهْ

لو كان في سَيرنا الغداةَ عصاً[١]

أمستْ سمانا عليكَ مُندفِقهْ

لكنَّ ريبَ الزّمان ذو غِيرٍ

والكفُّ منّي قليلةُ النّفَقهْ


[١] لعلّ المراد بالسّير : واحد السّيور التي تُقدّ من الجلد ، فإنّه إذا كان فيه عصا (أي مشدوداً بطرف عصا) ، صار سوطاً قابلاً للضرب ، فيكون كناية عن الحكم والقوّة.

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست