اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 242
المجلس السّادس عشر بعد
المئة
لمّا كانت وقعة اُحد ، جاءت قُريش ومَن
طاعها من القبائل ، وخرجوا معهم بالنّساء يضربن بالطّبول والدّفوف ويُحرّضن على
الحرب ، فيهن هند زوجة أبي سفيان ، وكان رئيس القوم ، وكان المُشركون ثلاثة آلاف
فيهم سبعمئة درع ومئتا فرس ، والمُسلمون ألفاً وفيهم مئة درع والخيل فرسان ، فرجع
منهم ثلاثمئة من المُنافقين فبقوا سبعمئة ، وكان الفتح في هذه الوقعة وانهزام
المُشركين على يد أمير المؤمنين (ع) كما في وقعة بدر ، وقتل بسيفه صناديد
المُشركين ورؤوس الضّلال ، وفرّج الله به الكرب عن وجه رسول الله (ص). وجعل
المُشركون على ميمنتهم خالد بن الوليد ، وعلى ميسرتهم عكرمة بن أبي جهل ، ولواؤهم
مع بني عبد الدّار ، وكان لواء النّبي (ص) مع علي بن أبي طالب (ع) ، فلمّا علم أنّ
لواء المُشركين مع بني عبد الدّار ، أعطى لِواءه رجلاً منهم يُسمّى مُصعب بن عُمير
، فلمّا قُتل ردّه إلى علي (ع). واستقبل رسول الله (ص) المدينة وجعل اُحداً ظهره ،
وجعل وراءه الرّماة ، وكانوا خمسين رجلاً ، وأمر عليهم عبد الله بن جُبير ، وقال
له : «اثبت مكانك إنْ كانت لنا أو علينا». ولبس (ص) درعين. وقتل علي (ع) أصحاب
اللواء ، فيما رواه ابن الأثير عن أبي رافع ، وكانوا سبعة ، منهم طلحة وكان يُسمّى
كبش الكتيبة وابنه أبو سعيد وأخوه خالد وعبدٌ لهم يُسمّى صوباً أخذ اللواء لمّا
قتل مواليه ، فَقتله علي (ع) وانهزم المُشركون ودخل المسلمون عسكرهم ينهبون ،
فلمّا رأى ذلك بعض الرّماة ، اقبلوا يُريدون النّهب وثبتت طائفة مع أميرهم ، فنزلت
: (مِنكُم مَن يُرِيدُ الدّنْيَا وَمِنكُم مَن
يُرِيدُ الآخِرَةَ).
فرأى خالد بن الوليد قلّة مَن بقي من الرّماة فحمل عليهم فقتلهم ، وحمل على أصحاب
النّبي (ص) من خلفهم ، فلمّا رأى المُشركون خيلهم تُقاتل ، حملوا على المُسلمين
فهزموهم. قال ابن الأثير : ورجع رجل من الصّحابة وجماعة من هزيمتهم بعد ثلاثة أيام
، فقال لهم رسول الله (ص) : «لقد ذهبتم فيها عريضة». وباشر رسول الله (ص) الحرب
بنفسه ، وجُرح وسقط
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 242