responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 236

المجلس الثّالث عشر بعد المئة

لمّا كانت غزوة بدر ، وهي أوّل غزوات رسول الله وأشدّهما نكاية فيالمشركين ، وبها أذلّ الله جبابرة قُريش ، وبها تمهدت قواعد الدّين وثبت أساس الإسلام ، كان علي (ع) قُطب رُحاها وليث وغاها ، وكان عمره يومئذ خمساً وعشرين أو سبعاً وعشرين سنة ، وكان المُشركون فيها نحواً من ألف ومعهم مئتا فرس يقودونها ، والمسلمون ثلاثمئة وثلاثة عشر أو أزيد بقليل ومعهم ثمانون بعيراً وفرس واحد للمقداد ، فأوّل مَن برز من المُشركين عتبة بن ربيعة ، وكان رئيس القوم ، وأخوه شيبة وابنه الوليد بن عُتبة ، فدعوا إلى المُبارزة ، فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار ، فقالوا لهم : ارجعوا فما لنا بكم من حاجة. ثُمّ نادوا : يا محمّد ، اخرج إلينا أكفّاءنا من قومنا. فقال النّبي : «يا بني هاشم ، قوموا فقاتلوا بحقّكم الذي بعث الله به نبيكم». فقام حمزة بن عبد المطّلب وعلي بن أبي طالب وعُبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب بن عبد مُناف ، فبرزوا وهم مُقنّعون في الحديد فلم يعرفهم عتبة ، فسألهم : مَن أنتم؟ فانتسبوا له ، فقال : أكفاء كرام. فبارز حمزة عُتبة فقتله ، وبارز عليّ ـ وكان أصغر القوم سنّاً ـ الوليد فقتله ، وبارز عُبيدة ـ وكان أسنّ القوم ـ شيبة فجرحه ، وضربه شيبة على ساقه فقطعها ، وكرّ حمزة وعلي على شيبة فقتلاه واحتملا عُبيدة ، ولمّا جيء بعُبيدة ، وإنّ مُخّ ساقه ليسيل ، قال : يا رسول الله ، ألست شهيداً؟ قال : «بلى». قال : أما والله ، لو كان أبو طالب حيّاً لعلم أنّي أحقّ بقوله :

كذبتمْ وبيتِ الله نُخلي محمّداً

ولمّا نطاعنْ دونه ونناضلِ

وننصره حتّى نُصرّع حولهُ

ونذهل عن أبنائنا والحلائلِ

وحُمل عُبيدة من مكانه فمات بالصّفراء. وجميع مَن قُتل في هذه الوقعة من المُشركين سبعون رجلاً ، واُسر منهم نحو من سبعين رجلاً ، قَتل المسلمون النّصف وقَتل علي (ع) ـ باتّفاق الرّواة ـ منهم خمسة وثلاثين بقدر النّصف ، وقيل ستّة وثلاثين ، أكثر من النّصف

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست