responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 228

بالمبيت على مضجعي ؛ ليخفى بمبيتك عليهم أمري ، فما أنت قائل؟». فقال علي (ع) : «أوَ تسلمن بمبيتي هُناك يا نبيّ الله؟». قال : «نعم». فتبسّم علي (ع) ضاحكاً وأهوى إلى الأرض ساجداً شكراً لله ؛ لما بشّره بسلامته. فلمّا رفع رأسه قال له : «امضِ فيما اُمرت ، ومُرني بما شئت ، وما توفيقي إلا بالله». قال : «فارقد على فراشي واشتمل ببردي الحضرمي». ثم ضمّه النّبي إلى صدره وبكى وجداً به ، وبكى علي (ع) جزعاً لفراق رسول الله. هذا رسول الله لمّا أراد مفارقة أخيه وابن عمّه علي بن أبي طالب (ع) ، ضمّه إلى صدره وبكى وجداً به مع علمه بسلامته ، وبكى علي (ع) جزعاً لفراق رسول الله. ساعد الله قلب أبي عبد الله الحسين (ع) حين استأذنه أخوه وصاحب لوائه أبو الفضل العباس بن أمير المؤمنين في المبارزة ، وهو يعلم أنّه مقتول لا محالة ، فبرز العباس وهو يقول :

لا أرهبُ الموت إذا الموت رقى

حتّى اُوارى في المصاليت لُقا

نفسي لسبط المُصطفى الطُهر وقا

إنّي أنا العبّاس أغدو بالسّقا

ولا أخاف الشرّ يوم المُلتقى

ولم يزل يُقاتل حتّى قُتل بعد أنْ اُثخن بالجراح فلم يستطع حراكاً ، فبكى الحسين (ع) لقتله بكاء شديداً.

أحقّ النّاس أنْ يُبكى عليه

فتىً أبكى الحسين بكربلاء

أخوه وابنُ والده عليٍّ

أبو الفضل المضرّج بالدّماءِ

ومَن واساه لا يثنيه شيءٌ

وجاد له على عطشٍ بماءِ

ويشبه إيثار أمير المؤمنين (ع) لرسول الله بالحياة ، إيثار ولده أبي الفضل العباس لأخيه الحسين (ع) يوم طفّ كربلاء حين فداه بروحه ووقاه بمهجته ؛ وذلك لمّا ركب الحسين (ع) المسناة يريد الفرات ، وقد اشتدّ به العطش وبين يديه أخوه العباس ، فاحاط القوم بالعباس فاقتطعوه عن أخيه الحسين (ع) ، فجعل العباس يُقاتلهم وحده حتّى قُتل.

واذكر أبا الفضل هل تنسى فضائلَه

في كربلا حين جدّ الأمرُ والتبسَا

وآسى أخاه وفاداه بمهجتهِ

وآسى أخاه وفاداه بمهجتهِ

ففز أبا الفضل بالفضل العظيم بما

أسديته فعليك الفضلُ قد حُبسَا

قضيت حقّ الاخا والدّين مُبتذلاً

للنفس في سقي أطفال له ونِسَا

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست