responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 220

المجلس السّادس بعد المئة

روى الكُليني في الكافي بسنده عن الامام الصّادق (ع) قال : بينا النّبي (ص) في المسجد الحرام وعليه ثياب له جدد ، ألقى المُشركون عليه سِلا ناقة فملؤوا ثيابه بها ، فدخله من ذلك ما شاء الله ، فذهب إلى أبي طالب فقال له : «يا عم ، كيف ترى حَسبي فيكم؟». فقال له : وما ذاك يا بن أخي؟ فأخبره ، فدعا أبو طالب حمزة وأخذ السّيف وقال لحمزة : خُذ السّلا. ثُمّ توجّه إلى القوم والنّبي (ص) معه ، فأتى قريشاً وهم حول الكعبة ، فلمّا رأوه عرفوا الشرّ في وجهه ، ثُمّ قال لحمزة : أمر السّلا على سبالهم : أي شواربهم. ففعل ذلك حتّى أتى على آخرهم ، ثُمّ التفت أبو طالب إلى النّبي (ص) ، فقال : يابن أخي ، هذا حُسبك فينا. ولم يزل أبو طالب مُحامياً عن رسول الله (ص) وناصراً له ودافعاً عنه أذّى قريش وجبابرتهم حتّى توفّاه الله ، وهو القائل للنبي (ص) :

تالله لن يصلوا إليك بجمعهمْ

حتّى اُوسّد في التّراب دفينا

ودعوتني وزعمت أنّك ناصحٌ

ولقد صدقت وكنت ثمّ أمينا

فأين كان أبو طالب وأخوه حمزة بن عبد المطّلب عن حفيدهما الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) حين تألّب عليه أحفاد اُولئك المُشركين ، فأزعجوه عن حرم جدّه رسول الله (ص) إلى حرم الله؟! وأزعجوه عن حرم الله حتّى أحلّوه بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء ، وحالوا بينه وبين ماء الفُرات ، وأرادوا أنْ يحولوا بينه وبين رحله الذي فيه حرمه حتّى قال لهم : «يا شيعة آل أبي سُفيان ، إنْ لم يكُن لكُم دين ، وكُنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إنْ كنتم عرباً كما تزعمون». وما كان وضع السّلا على ثياب رسول الله بأوجع لقلب رسول الله (ص) ، وأبي طالب وحمزة من إجراء الخيل على جسد ريحانة رسول الله (ص) حتّى هشّمت الخيل بسناكبها أضلاعه ، وطحنت جنان صدره.

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست