اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 207
المجلس المئة
قال الله تعالى : (إِذْ قَالَ
يُوسُفُ لاَِبِيهِ يَا أبَتِ إِنّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشّمْسَ
وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ * قَالَ يَابُنَيّ لاَ تَقْصُصْ
رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنّ الشّيْطَانَ
لِلإِنسَانِ عَدُوّ مُبِينٌ ... لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ
لِلسّائِلِينَ * إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبّ إلى أَبِينَا مِنّا
وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنّ أَبَانَا لَفي ضَلالٍ مبِينٍ) روي : أنّه لمّا ولد يوسف أحبّه يعقوب
حُبّاً شديداً ، فلمّا رأى إخوة يوسف محبّة أبيهم له وإقباله عليه حسدوه ، ثُمّ إنّ
يوسف رأى في منامه أحد عشر كوكباً والشّمس والقمر تسجد له ، فقصّها على أبيه ،
فقال له أبوه : (يَا بُنَيّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى
إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً)
فسمعت امرأة يعقوب ذلك ، فلمّا أقبل أولاد يعقوب ، أخبرتهم بالرؤيا فازدادوا حسداً
، وقالوا : ما عني بالشّمس غير أبينا ولا بالقمر غيرك ولا بالكواكب غيرنا ، إنّ
ابن راحيل يريد أنْ يتملّك علينا. فتآمروا بينهم أنْ يفرّقوا بينه وبين أبيه ،
وقالوا : (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً) : أي في أرض بعيدة عن أبيه فلا يهتدي
إليه (يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ) : تنصرف محبته لكم ويحنّ عليكم (وَتَكُونُوا
مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ) : وهو يهوذا ، وكان أفضلهم وأعقلهم : (لاَ
تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبّ) : أي في قعر البئر (يَلْتَقِطْهُ
بَعْضُ السّيّارَةِ)
: يأخذه بعض مارّة الطّريق المُسافرين (إِنْ كُنتُمْ
فَاعِلِينَ).
وأخذ عليهم العهود أنّهم لا يقتلونه ، فأجمعوا عند ذلك أنْ يدخلوا على يعقوب
ويُكلّموه في إرسال يوسف معهم إلى البرية : (قَالُوا يَا أَبَانَا
مَالَكَ لاَ تَأْمَنّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ
مَعَنَا غَدَاً)
إلى الصّحراء (يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ
* قَالَ إِنّي لَيَحْزُنُنِي أنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أنْ يَأْكُلَهُ
الذّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ * قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذّئْبُ وَنَحْنُ
عُصْبَةٌ)
: جماعة (إِنّا إِذاً لَخَاسِرُونَ) فاطمأنّ يعقوب إليهم ، فأرسله معهم
فأخرجوه وهم يكرمونه. فلمّا وصلوا إلى الصّحراء أظهروا له العداوة ، وجعل يضربه
بعض إخوته فيستغيث بالآخر فيضربه ، فضربوه حتّى كادوا يقتلونه
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 207