اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 190
المجلس الرابع والتسعون
روي عن الصادق (ع) أنّه قال : «ما
اكتحلت هاشميّة ولا اختضبت ، ولا رئي في دار هاشمي دخان خمس سنين حتّى قُتل عبيد
الله بن زياد». وعن فاطمة بنت علي أمير المؤمنين عليها وعلى أبيها السّلام أنّها
قالت : ما تحنّأت امرأة منّا ، ولا أجالت في عينها مروداً ، ولا امتشطت حتّى بعث
المختار برأس عبيد الله بن زياد. ولمّا قتل ابراهيمُ بن مالك الأشتر عبيد الله بن
زياد ، بعث برأسه ورؤوس قوّاده ـ وفيها رأس الحُصين بن تميم ـ إلى المختار بالكوفة
، فقدموا عليه وهو يتغدّى فحمد الله على الظفر ، فلمّا فرغ من الغداء قام فوطئ وجه
ابن زياد بنعله ، ثمّ رمى بها إلى غلامه وقال : اغسلها ، فإنّي وضعتها على وجه
بَحسٍ كافر. ووُضعت الرؤوس في المكان الذي وضع فيه رأس الحسين (ع) ورؤوس أصحابه ،
ونصب المختار رأس ابن زياد في المكان الذي نصب فيه رأس الحسين (ع). وروى ابن
الأثير في الكامل عن الترمذي في جامعه : أنّه لمّا وُضع رأس ابن زياد أمام المختار
، جاءت حيّة دقيقة فتخلّلت الرؤوس حتّى دخلت في فم عبيد الله بن زياد ثمّ خرجت من
منخره ، ودخلت في منخره وخرجت من فيه ، فعلت هذا مراراً ، ثمّ بعث المختار برأس
عبيد الله بن زياد إلى علي بن الحسين عليهماالسلام
وكان يومئذ بمكّة ، فاُدخل عليه وهو يتغدّى ، فسجد شكراً لله ، وقال : «الحمد لله
الذي أدرك لي ثأري من عدوّي ، وجزى الله المختار خيراً. اُدخلت على ابن زياد وهو
يتغدّى ، ورأس أبي بين يدَيه ، فقلتُ : اللهمَّ ، لا تُمتني حتّى تريني رأس ابن
زياد». وكان قتل ابن زياد وأشياعه في يوم عاشوراء ، في اليوم الذي قُتل فيه الحسين
(ع) ، ولمْ يُقتل من أهل الشام بعد وقعة صفين مثلما قُتل في هذه الوقعة ؛ قُتل
منهم سبعون ألفاً.
أيا ابنَ زيادٍ بُؤ بما قدْ جنيتهُ
وذُقْ حدَّ ماضي الشّفرتينِ صَقيلِ
جزى اللهُ خيراً شرطةَ اللهِ إنّهُمْ
شفَوا بعُبيدِ اللهِ كلَّ غليلِ
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 190