responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 182

المجلس التسعون

لمّا رجع علي بن الحسين عليهما‌السلام بعمّاته وأخواته من الشام ، مرّوا على كربلاء ثمّ انفصلوا عنها طالبين المدينة. قال بشير بن جذلم : فلمّا قربنا منها ، نزل علي بن الحسين عليهما‌السلام فحطّ رحله وضرب فسطاطه وأنزل نساءه ، وقال : «يا بشير ، رحم الله أباك لقد كان شاعراً ، فهل تقدر على شيء منه؟». قلت : بلى يابن رسول الله ، إنّي لشاعر. قال : «فادخل المدينة وانعَ أبا عبد الله». قال بشير : فركبت فرسي وركضت حتّى دخلت المدينة ، فلمّا بلغت مسجد النّبي (ص) ، رفعت صَوتي بالبكاء وأنشأت أقول :

يا أهلَ يثربَ لا مُقامَ لكُمْ بها

قُتل الحُسينُ فأدمُعي مِدرارُ

الجسمُ منهُ بكربلاءَ مُضرّجٌ

والرأسُ منهُ على القناةِ يُدارُ

ثم قلت : يا أهل المدينة ، هذا علي بن الحسين عليهما‌السلام مع عمّاته وأخواته قد حلّوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم ، وأنا رسوله إليكم اُعرّفكم مكانه. قال : فما بقيت بالمدينة مخدّرة ولا محجّبة إلاّ برزن من خدورهن ، مكشوفة شعورهن ، مخمشة وجوههن ، ضاربات خدودهن يدعين بالويل والثبور ، ولمْ يبقَ بالمدينة أحد إلاّ خرج وهم يضجّون بالبكاء ، فلم أرَ باكياً أكثر من ذلك اليوم ولا يوماً أمرّ على المسلمين منه بعد وفاة رسول الله (ص) ، وسمعتُ جارية تنوح على الحسين (ع) وتقول :

نعَى سيّدي ناعٍ نَعاهُ فأوجَعا

وأمرَضَني ناعٍ نَعاهُ فأفجَعا

فعينَيَّ جُودا بالدموعِ وأسكبا

وجُودا بدمعٍ بعدَ دمْعِكُما مَعا

على مَنْ دهَى عرشَ الجليلِ فزَعْزعا

فأصبحَ هذا المجدُ والدّينُ أجدَعا

على ابن نبيِّ اللهِ وابنِ وصيِّهِ

وإنْ كان عنَّا شاحطَ الدّارِ أشْسَعا

ثم قالت : أيّها الناعي ، جدّدت حزننا بأبي عبد الله (ع) ، وخدشت منّا قروحاً لمّا

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست