اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 173
المجلس الخامس والثمانون
لمّا جيء برأس الحسين (ع) إلى يزيد
بالشام ، دعا بقضيب خيزران وجعل ينكت به ثنايا الحسين (ع) ويقول :
ليتَ أشياخي ببدرٍ شَهدوا
جَزعَ الخزْرجِ منْ وقْعِ الأسلْ
لأهلّوا واسْتهلّوا فرحاً
ثمّ قالوا يا يزيدُ لا تشلْ
قد قتلنا القَرمَ منْ ساداتهمْ
وعدلناه ببدرٍ فاعتَدلْ
لعبتْ هاشمُ بالمُلكِ فلا
خبرٌ جاء ولا وحيٌ نَزلْ
لستُ من خِندفَ إنْ لم أنتقمْ
مِن بني أحمدَ ما كانَ فعلْ
فقامت زينب بنت علي عليهماالسلام فقالت :
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على
رسوله وآله أجمعين ، صدق الله كذلك حيث يقول : (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ
أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا
يَسْتَهْزِئُون) [١].
أظننتَ يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء ، فأصبحنا نُساق كما
تُساق الإماء ، أنّ بنا هواناً على الله وبك كرامة؟ وأنّ ذلك لعظم خطرك عنده؟
فشمخت بأنفك ونظرت في عِطفك جذلان مسروراً ؛ حيث رأيت الدّنيا لك مستوسقة والاُمور
متّسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ، فمهلاً مهلاً ، أنسيت قول الله تعالى : (ولاَ
يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ ِلأَنْفُسِهِمْ
إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) أمِن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك
وإماءك ، وسوقك بنات رسول الله (ص) سبايا قد هتكت ستورهنَّ وأبديت وجوههنَّ ،
تحدوا بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهنَّ أهل المناهل والمناقل ، ويتصفّح
وجوههنّ القريب والبعيد والدّنيء والشريف ، ليس معهنَّ من حماتهنَّ حمي ولا من
رجالهنّ وَلي؟! وكيف ترتجى مراقبة ابن مَن لفط فوه أكباد الأزكياء ، ونبت لحمه
بدماء الشهداء؟! وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت مَن نظر إلينا بالشنف
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 173