اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 162
كمْ دارعٍ منْ قومِكُمْ وحاسرِ
وبطلٍ جدّلتُهُ مُغاورِ
وجعلت ابنته تقول : يا أبت ، ليتني كنت
رجلاً اُخاصم بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة ، قاتِلي العترة البررة. وجعل القوم
يدورون عليه من كلّ جهة وهو يذبّ عن نفسه ، فليس يقدم عليه واحد ، وكلمّا جاؤوه من
جهة قالت ابنته : يا أبت جاؤوك من جهة كذا حتّى تكاثروا عليه وأحاطوا به ، فقالت
ابنته : وآذلاّه! يُحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به. فجعل يدير سيفه ويقول :
اُقسمُ لو يُفسحُ ليْ عنْ بَصرِي
ضاقَ عليكُمْ موْرِدي ومصدَري
قال : فما زالوا به حتّى أخذوه ، ثمّ
حُمل فاُدخل على ابن زياد ، فلمّا رآه قال : الحمد لله الذي أخزاك. فقال له عبد
الله : يا عدوّ الله ، وبماذا أخزاني؟
اُقسمُ لو يُفسحُ ليْ عنْ بَصرِي
ضاقَ عليكُمْ موْرِدي ومصدَري
فقال له ابن زياد : يا عدوّ الله ، ما
تقول في عثمان بن عفّان؟ قال : يا عبد بني علاج ، يابن مرجانة ، ـ وشتمه ـ ما أنت
وعثمان ، أساء أم أحسن وأصلح أم أفسد؟ والله تبارك وتعالى وليّ خلقه يقضي بينهم
وبين عثمان بالعدل والحقّ ، ولكن سلني عن أبيك وعنك وعن يزيد وأبيه. فقال ابن زياد
: والله ، لا أسألك عن شيء أو تذوق الموت غصّة بعد غصّة. فقال عبد الله بن عفيف :
الحمد لله ربّ العالمين ، أما إنّي قد كنت أسأل الله ربّي أنْ يرزقني الشّهادة من
قبل أنْ تلدك اُمّك ، وسألتُ الله أنْ يجعل ذلك على يد ألعن خلقه وأبغضهم إليه ،
فلمّا كفّ بصري يئستُ من الشّهادة ، والآن فالحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها
، وعرّفني الإجابة منه في قديم دعائي. فقال ابن زياد : اضربوا عنقه. فضُربت عنقه
وصُلب في السّبخة.
أبَتْ الحميّةُ أنْ تُفارقَ أهلَها
وأبَى العزيزُ بأنْ يعيشَ ذَليلا
فيا وقعةً لمْ يُوقعْ الدّهرُ مثلَها
وفادحةً تُنسى لديها فوادحُهْ
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 162