اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 14
أخيه الحسن نحو عشر
سنين ، وقيل : خمس سنين وأشهراً ؛ للاختلاف في تاريخ وفاة الحسن (ع) ، وهي مدّة
خلافته وإمامته الثابتة بقوله (ص) له ولأخيه الحسن : «ابناي هذان إمامان قاما أو
قعدا». ودلّت وصيّة أخيه الحسن إليه على إمامته ، كما دلّت وصيّة أمير المؤمنين (ع)
إلى الحسن (ع) على إمامته ، بحسب ما دلّت وصيّة رسول الله (ص) إلى أمير المؤمنين (ع)
على إمامته. وكان الحسين (ع) في هذه المدّة صابراً للهدنة إلتي بينه وبين معاوية ،
فالتزم الوفاء بها. فلمّا مات معاوية ، أظهر أمره بحسب الإمكان ، ولمّا وجد
أنصاراً دعا إلى الجهاد ، وتوجّه بولده وأهل بيته من حرم الله وحرم رسول الله (ص)
إلى العراق ؛ استنصاراً بمَن دعاه. وقدّم أمامه ابن عمّه مسلم بن عقيل رضي الله
عنه وأرضاه للدعوة إلى الله وللبيعة على الجهاد ، فبايعه مَن بايعه على ذلك ،
وعاهدوه وضمنوا له النصرة والنصيحة. ثم نكث مَن نكث ، وخذلوه وأسلموه ، فقُتل
بينهم ولم ينصروه ، وخرجوا إلى حرب الحسين (ع) ، فحاصروه ومنعوه المسير إلى بلاد
الله ، واضطرّوه إلى حيث لا يجد ناصراً ولا ملجئاً منهم ، وحالوا بينه وبين ماء
الفرات وقتلوه. فمضى عليه السلام ظمآن مجاهداً صابراً محتسباً مظلوماً ، قد نُكثت
بيعته واستحلّت حرمته ، ولم يوفَ له بعهده ولا رعيت فيه ذمّة ، شهيداً على ما مضى عليه
أبوه وأخوه.
ميّتٌ تبكي له فاطمةٌ
وأبوها وعليٌّ ذو العُلا
كنيته : أبو عبد الله. لقبه : الرشيد ،
الطيّب ، الوفي ، السيّد ، الزكي ، المبارك ، التابع لمرضاة الله ، الدليل على ذات
الله ، السبط. شاعره : يحيى بن الحكم ، وجماعة. بوّابه : أسعد الهجري. نقش خاتمه :
(لكلِّ أجلٍ كتابْ). ملوك عصره : معاوية وابنه يزيد. له من الأولاد تسعة ؛ ستّة
ذكور وثلاث بنات. فالذكور : علي الأكبر ، وعلي الأوسط ، وعلي الأصغر ، ومحمّد ،
وعبد الله ، وجعفر. والبنات : زينب ، وسكينة ، وفاطمة. وقال المفيد : له أربعة
ذكور وابنتان بإسقاط أحد العليّين ومحمّد وزينب ، واختلف في علي الأكبر ؛ فالمشهور
أنّه المقتول بكربلاء ، واُمّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفيّة. وقال
المفيد : إنّ الأكبر هو زين العابدين واُمّه شاهزنان بنت كسرى يزدجرد ؛ والأصغر
جاءه سهم بكربلاء فقتله ؛ وجعفر اُمّه قضاعية ، توفي في حياة أبيه ولم يعقب ؛ وعبد
الله الرضيع جاءه سهم وهو في حجر أبيه فذبحه ، واُمّه واُمّ سكينة الرباب بنت امرئ
القيس بن عدي كلبية معديّة ، وفاطمة اُمّها اُمّ اسحاق بنت طلحة بن عبد الله
تيمية. والذِكر المخلّد والثناء المؤبَّد من بين بنيه لعلي زين العابدين ومنه عقبه
:
ذرّيةٌ مثلُ ماءِ المُزنِ قد طهِروا
وطُيّبوا فصفتْ أوصافُ ذاتِهمُ
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 14