اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 135
المجلس الثالث والستّون
لما رأى العبّاس بن علي (ع) وحدة أخيه
الحسين (ع) بعد قتل أصحابه وجملة من أهل بيته ، قال لإخوته الثلاثة من اُمّه وأبيه
؛ عبد الله وجعفر وعثمان : تقدّموا لأحتسبكم عند الله تعالى. فتقدّموا حتّى
قُتِلوا ، فجاء إلى أخيه الحسين (ع) واستأذن في القتال فقال له : «أنت حامل لوائي».
فقال له : ضاق صدري وسئمت الحياة. فقال له الحسين (ع) : «إنْ عزمت فاستسق لنا ماءً».
فأخذ قربته وحمل على القوم حتّى ملأ القربة ، واغترف من الماء غرفة ثمّ ذكر عطش
أخيه الحسين (ع) فرمى بها ، وقال :
يانفسُ منْ بعدِ الحُسينِ هُوني
وبعدَهُ لا كُنتِ أنْ تكوني
هذا حُسينٌ واردُ
المَنونِ وتشرَبينَ باردَ المَعينِ
ثم عاد فأخذوا عليه الطريق ، فجعل
يضربهم بسيفه وهو يقول :
لا أرهبُ الموتَ إذا الموتُ رَقَى
حتّى اُوارَى في المصاليت لقَى
إنّي أنا العبّاسُ أغدو بالسّقَا
ولا أهابُ الموتَ يومَ المُلتقَى
ففرقهم ، فضربه حكيم بن الطفيل على
يمينه فبراها ، فأخذ اللواء بشماله وهو يقول :
واللهِ إنْ قَطعتمُوا يَميني
إنّي اُحامي أبداً عنْ دِيني
فضربه زيد بن ورقاء على شماله فبراها ،
فضمّ اللّواء إلى صدره وهو يقول :
ألا ترَونَ معشرَ الفُجّارِ
قدْ قطَعوا ببغيهمْ يساري
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 135