اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 131
المجلس الحادي والستّون
وُلد العبّاس بن أمير المؤمنين (ع) سنة
ست وعشرين من الهجرة ، وعاش مع أبيه أمير المؤمنين (ع) أربع عشرة سنة ، وحضر بعض
الحروب فلمْ يأذن له أبوه في النّزال. قُتل مع أخيه الحسين (ع) بكربلاء وعمره أربع
وثلاثون سنة ، وكان يكنّى أبا الفضل ، ويُلقَّب بالسّقاء وقمر بني هاشم ، وقُتل
معه بكربلاء ثلاثة إخوة لاُمّه وأبيه ، وكانت له يوم كربلاء مقامات مشهودة ومواقف
عظيمة. كانت له صفات عالية وأعمال جليلة امتاز بها ؛ منها أنّه كان صاحب لواء
الحسين (ع) ، واللواء هو العلم الأكبر ولا يحمله إلاّ الشجاع الشريف في العسكر ،
ومنها أنّه كان أيّداً (أي قويّاً) شجاعاً فارساً وسيماً جسيماً ، يركب الفرس
المطهَّم ورجلاه تخطّان في الأرض ، ومنها أنّه لمّا جمع الحسين (ع) أهل بيته
وأصحابه ليلة العاشر من المحرّم وخطبهم فقال في خطبته : «أمّا بعد ، فإنّي لا أعلم
أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي ، وهذا
الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً ، وليأخذ كلّ واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي ،
وتفرّقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم ؛ فإنّهم لا يريدون غيري» ، قام
إليه العبّاس (ع) فقال : ولِمَ نفعل ذلك؟! لنبقى بعدك! لا أرانا الله ذلك أبداً.
ثمّ تكلّم أهل بيته وأصحابه بمثل هذا ونحوه. ومنها أنّه لمّا أخذ عبد الله بن حرام
، ابن خال العبّاس ، أماناً من ابن زياد للعبّاس وإخوته من اُمّه ، قالوا : لا
حاجة لنا في الأمان ؛ أمان الله خير من أمان ابن سميّة ، ومنها أنّه نادى شمر :
أين بنو اُختنا؟ أين العبّاس وإخوته؟ فلم يُجبه أحد ، فقال لهم الحسين (ع) : «أجيبوه
وإنْ كان فاسقاً ؛ فإنّه بعض أخوالكم». قال له العبّاس : ما تريد؟ فقال : أنتم يا
بني اُختي آمنون. فقال له العبّاس : لعنك الله ولعن أمانك ، أتؤمننا وابن رسول
الله لا أمان له؟! وتكلّم إخوته بنحو كلامه ثمّ رجعوا. ومنها أنّه لمّا اشتدّ
العطش بالحسين (ع) وأصحابه ، أمر أخاه العبّاس فسار في عشرين راجلاً يحملون القِرب
وثلاثين فارساً ، فجاؤوا ليلاً حتّى دنوا من الماء ، وأمامهم نافع بن هلال الجملي
يحمل
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 131