responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 127

المجلس التاسع والخمسون

لمّا لم يبقَ مع الحسين (ع) سوى أهل بيته ، خرج علي بن الحسين الأكبر ، وكان من أصبح النّاس وجهاً وأحسنهم خلقاً ، وكان عُمرُه تسع عشرة سنة ، وقيل خمساً وعشرين سنة ، وفيه يقول الشاعر :

لمْ ترَ عينٌ نظرتْ مثلَهُ

منْ مُحتَفٍ يمشيْ ومنْ ناعلِ

لا يُؤثرُ الدّنيا على دِينهِ

ولا يَبيعُ الحقَّ بالباطلِ

وهو أول قتيل يوم كربلاء من آل أبي طالب ، فاستأذن أباه في القتال فأذن له ، ثمّ نظر إليه نظرة آيس منه وأرخى عينيه فبكى ، ثمّ رفع سبّابتيه نحو السّماء وقال : «اللهمَّ ، كنْ أنت الشهيد عليهم ، فقد برز إليهم غلام أشبه النّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك ، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إليه». ثمّ رفع صوته وتلا : إِنّ اللّهَ اصْطَفَى‌ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرّيّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. فشدّ عليٌ على النّاس وهو يقول :

أنَا عليُ بنُ الحُسينِ بنِ عليْ

نحنُ وبيتِ اللهِ أولَى بالنَّبيْ

تاللهِ لا يحكمُ فينا ابنُ الدَّعيْ

أضربُ بالسّيفِ اُحاميْ عن أبيْ

ضربَ غُلامٍ هاشميٍّ علويْ

فجعل يشد عليهم ثمّ يرجع إلى أبيه فيقول : يا أباه ، العطش. فيقول له الحسين (ع) : «اصبر حبيبي ، فإنّك لا تمسي حتّى يسقيك رسول الله (ص) بكأسه». وفي رواية : أنّه قال : «يا أبة ، العطش قتلني وثقل الحديد أجهدني ، فهل إلى شربة من الماء سبيل؟». فبكى الحسين (ع) وقال : «يا غوثاه! يا بُنَي ، من أين آتي لك بالماء؟ قاتِل قليلاً فما أسرع ما تلقى جدّك

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست