responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 121

المجلس السّادس والخمسون

لمّا كان يوم عاشوراء وحضر وقت صلاة الظهر ، قال أبو ثمامة الصّيداوي للحسين (ع) : يا أبا عبد الله ، نفسي لنفسك الفداء ، هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا والله لا تُقتل حتّى اُقتل دونك ، واُحبّ أنْ ألقى الله ربّي وقد صلّيت هذه الصّلاة. فرفع الحسين (ع) رأسه إلى السّماء ، وقال : «ذكرتَ الصّلاة جعلك الله من المصلّين الذّاكرين ، نعم هذا أول وقتها». ثمّ قال : «سلوهم أنْ يكفّوا عنّا حتّى نصلّي». ففعلوا ، فقال لهم الحُصين بن تميم : إنّها لا تُقبل. فقال له حبيب بن مظاهر : زعمتَ لا تُقبل الصّلاة من آل رسول الله (ص) وأنصارهم وتُقبل منك يا خمّار! وقال الحسين (ع) لزهير بن القَين وسعيد بن عبد الله الحَنفي : «تقدّما أمامي حتّى اُصلّي». فتقدّما أمامه في نحو نصف من أصحابه حتّى صلّى بهم صلاة الخوف ، فوصل إلى الحسين (ع) سهم ، فتقدّم سعيد بن عبد الله ووقف يقيه من النّبال بنفسه ما زال ولا تخطّى ، فما زال يُرمى بالنّبل حتّى سقط إلى الأرض وهو يقول : اللهمّ العنهم لعن عاد وثمود. اللهمّ بلّغ نبيّك عنّي السّلام وأبلغه ما لقيتُ من ألم الجراح ، فإنّي أردتُ ثوابك في نصر ذرّيّة نبيّك. وفي رواية : أنّه قال : اللهمَّ ، لا يعجزك شيء تريده ، فأبلغ محمّداً (ص) نصرتي ودفعي عن الحسين (ع) ، وارزقني مرافقته في دار الخلود. ثمّ قضى نحبه رضوان الله عليه ، فوُجِد فيه ثلاثة عشر سهماً سوى ما به من ضرب السّيوف وطعن الرّماح ، وفيه وفي الحُرّ وزهير يقول الشاعر :

سعيدَ بنَ عَبدِ الله لا تَنسينَهُ

ولا الحُرَّ إذ آسى زهيراً على قصرِ

فلَو وقفتْ صُمُّ الجبالِ مكانهُمْ

لمادتْ على سهلٍ ودُكّتْ على وعرِ

فمِنْ قائمٍ يستعرضُ النَّبلَ وجهُهُ

ومِنْ مُقدمٍ يلقَى الأسنَّةَ بالصّدرِ

وتقدّم سويد بن عمرو بن أبي المطاع ـ وكان شريفاً كثير الصّلاة ، شجاعاً مجرّباً في الحروب ـ فجعل يرتجز ويقول :

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست