responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 117

المجلس الرابع والخمسون

لمّا كان اليوم العاشر من المحرّم ، برز جون مولى أبي ذَر الغفاري ـ وكان بعد موت أبي ذَر عند الحسن (ع) ثمّ صار عند الحسين (ع) ، فصحبه في سفره من المدينة إلى مكّة ثمّ إلى العراق ، وكان عبداً أسود ـ ، فقال له الحسين (ع) : «أنت في إذْنٍ منّي ؛ فإنّما تبعتنا للعافية فلا تبتلِ بطريقتنا». فقال : يابن رسول الله ، أنا في الرّخاء ألحسُ قصاعكم ، وفي الشدّة أخذلكم! لا والله ، لا اُفارقكم حتّى يختلط هذا الدّم الأسود مع دمائكم. ثمّ برز وهو يقول :

كيفَ ترَى الكفّارُ ضرْبَ الأسودِ

بالسّيفِ ضرْباً عنْ بَني محمّد

أذبُّ عنهُمْ باللسَانِ واليدِ

أرجو بهِ الجنّةَ يومَ المَوْردِ

ثم قاتل حتّى قُتل ، فوقف عليه الحسين (ع) فقال : «اللهمَّ ، بيّض وجهه وطيّب ريحه واحشره مع الأبرار ، وعرّف بينه وبين محمّد وآل محمّد».

وخرج شاب قُتل أبوه في المعركة وكانت اُمّه معه ، فقالت له : اخرج يا بُني وقاتلْ بين يدَي ابن رسول الله (ص). فخرج ، فقال الحسين (ع) : «هذا شاب قُتل أبوه في المعركة ، ولعلّ اُمّه تكره خروجَه». فقال الشاب : اُمّي أمرتني بذلك. فبرز وهو يقول :

أميرِي حُسينٌ ونِعمَ الأميرْ

سرورُ فؤادِ البَشيرِ النَّذيرْ

عليٌّ وفاطمةٌ والداهْ

فهلْ تعْلمونَ لهُ منْ نَظيرْ

لهُ طلعةٌ مثلُ شمْسِ الضُّحَى

لهُ غرّةٌ مثلُ بدرٍ مُنيرْ

وقاتل حتّى قُتل وحُزّ رأسُه ورُمي به إلى عسكر الحسين (ع) ، فحملت اُمّه رأسه وقالت : أحسنتَ يا بُني ، يا سرور قلبي ويا قرّة عيني. ثمّ رمت برأس ابنها رَجلاً فقتلته ، وأخذت عمود خيمة وحملت عليهم وهي تقول :

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست