responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 110

المجلس الحادي والخمسون

لمّا كان يوم عاشوراء ركب الحسين (ع) ناقته ـ وقيل فرسه ـ وخرج إلى النّاس فاستنصتهم ، فأبوا أنْ ينصتوا له حتّى قال لهم : «ويلكم! ما عليكم أنْ تنصتوا لي فتسمعوا قولي ، وإنّما أدعوكم الى سبيل الرّشاد ، فمَن أطاعني كان من المرشدين ، ومَن عصاني كان من المهلكين ، وكلّكم عاصٍ لأمري غير مستمع قولي ، فقد مُلئتْ بطونُكم من الحرام وطُبع على قلوبكم. ويلكم! ألا تنصتون ألا تسمعون». فتلاوم أصحاب عمر بن سعد بينهم وقالوا : انصتوا له. فحمد الله وأثنى عليه وذكَرَه بما هو أهله ، وصلّى على محمّد (ص) وعلى الملائكة والأنبياء والرُّسل وأبلغ في المقال ، ثمّ قال : «تبّاً لكم أيّتها الجماعة وتَرْحاً! أحين استصرختُمونا وَالهين ، فأصرخناكُم مُوجِفين مُؤدِّين مُستعدِّين ، سللتُمْ علينا سيفاً لنا في أيمانِكم ، وحششتم علينا ناراً قَدحْناها على عدوِّكم وعدوِّنا ، فأصبحتم إلْباً على أوليائكُم ويداً عليهم لأعدائِكم ، بغير عدلٍ أفشَوه فيكمْ ، ولا أملٍ أصبح لكم فيهم ، إلاّ الحرامَ من الدّنيا أنالوكُمْ ، وخسيسُ عيشٍ طمعتُم فيه ، من غيرِ حَدثٍ كان مِنّا ، ولا رأيٍ تفيَّل [١] لنا. فهلاّ ـ لكم الويلات ـ إذ كرهتمُونا وتركتمُونا ، تجهّزتُمُوها والسّيف مِشيَمٌ [٢] ، والجأش [٣] طامنٌ [٤] ، والرأي لمّا يُستَحصَف [٥] ، ولكن أسرعتُم إليها كطَيرة الدِّبا [٦] ، وتداعيتُم إليها كتداعي الفراش. فسُحقاً لكم يا عبيد طواغيت الاُمّة ، وشِذاذَ الأحزابِ ونَبَذةَ الكتاب ، ونفَثةَ


[١] تفيل الرأي : أخطأ وأضعف.

[٢] مغمد.

[٣] الجأش : القلب والفكر.

[٤] ساكن مطمئن.

[٥] يستحكم.

[٦] الدَبا (بفتح الدال وتخفيف الباء) : الجراد الصغير. ـ المؤلّف ـ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست