اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 11
مقدّمة مهمّة
لا يخفى أنّه قد قضى العقل والدِّين
باحترام عظماء الرجال أحياءً وأمواتاً ، وتجديد الذكرى لمَن بذل نفسه في أسمى
المقاصد وأنفع الغايات ، وجرت على ذلك جميع الاُمم في كلّ عصر وزمان. وإنّ سيّدنا
ومولانا الإمام ابن الإمام أخا الإمام أبا الأئمة ، الحسين الشهيد ابن أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، أحد ريحانتي الرسول (ص) وسبطيه وخليفته في اُمّته
، من أعاظم رجال الإسلام بل من أعاظم رجال الكَون. فقد جمع إلى شريف نسبه وكريم
عنصره ، وبنوّته لسيّد الأنبياء ولسيّد الأوصياء وللبضعة الزهراء سيّدة النّساء
صلوات الله عليهم ، أكرم الصفات وأحسن الأخلاق وأعظم الأفعال وأجلّ الفضائل
والمناقب ، وقام بما لم يُسمع بمثله قبله ولا بعده ؛ من بذل نفسه وماله وآله في
سبيل إحياء الدين وإظهار فضائح المنافقين ، وأظهر من إباء الضيم وعزّة النفس ،
والشجاعة والبسالة ، والصبر والثبات ، ما بهر العقول. ومصيبته وكيفيّة شهادته من
أفظع ما صدر في الكون ، مع أنّه ابن بنت النبي (ص) الذي لمْ يكن على وجه الأرض ابن
بنت نبي غيره. وقد حزن النبي (ص) لتلك المصيبة قبل وقوعها ، وكذلك آله الأئمة
الأطهار عليهمالسلام
كانت سيرتهم تجديد الأحزان لذكرى تلك الفاجعة الأليمة حتّى قال الامام الرضا (ع) :
«كان أبي إذا دخل شهر المحرّم لا يُرى ضاحكاً ، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى تمضي
عشرة أيّام منه ، فإذا كان اليوم العاشر ، كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه». وقد
ندبوا (ع) إلى ما ندب إليه العقل في حقّ كلّ محبّ مع حبيبه ؛ من الفرح لفرحهم
والحزن لحزنهم. واقتدى بهم في ذلك شيعتهم وأولياؤهم ، فجدّدوا ذكرى مصيبة الحسين (ع)
وكيفية شهادته التي تكاد أنْ تفتّت الصخور ، فضلاً عن الأكباد والقلوب ، لا سيّما
في عشرة المحرّم التي وقعت فيها تلك المصائب الفادحة.
هذا ، ولكن كثيراً من الذاكرين لمصابهم
قد اختلقوا أحاديث في المصائب وغيرها لم
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 11