اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 102
المجلس السّابع والأربعون
لمّا كان اليوم التاسع من المحرّم ، جاء
شمر حتّى وقف على أصحاب الحسين (ع) فقال : أين بنو اُختنا؟ يعني العبّاس وجعفر
وعبد الله وعثمان أبناء علي (ع). فقال الحسين (ع) : «أجيبوه وإنْ كان فاسقاً ؛
فإنّه بعضُ أخوالكم» : وذلك إنّ اُمّهم كانت من عشيرته. فقالوا له : ما تريد؟ فقال
لهم : أنتم يا بني اُختي آمنون ، فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين ، والزموا
طاعة يزيد. فقالوا له : لعنك الله ولعن أمانك ، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان
له؟! وفي رواية : فناداه العبّاس بن أمير المؤمنين عليهماالسلام
: تبّت يداك ولُعن ما جئتنا به من أمانك يا عدوّ الله ، أتأمرنا أنْ نترك أخانا
وسيّدنا الحسين بن فاطمة ، وندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء؟! فر جع شمر إلى
عسكره مغضباً. ثم نادى عمر بن سعد : يا خيل الله اركبي وبالجنّة أبشري. فركب
النّاس خيولهم ، ثمّ زحف نحوهم بعد العصر ، والحسين (ع) جالس أمام بيته محتب بسيفه
إذ خفق برأسه على ركبته ، فسمعت اُخته زينب الضجّة ، فدنت من أخيها ، فقالت : يا
أخي ، أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت؟ فرفع الحسين (ع) رأسه ، فقال : «إنّي رأيت
السّاعة جدّي محمّداً وأبي علياً واُمّي فاطمة وأخي الحسن ، وهم يقولون : يا حسين
إنّك رائح إلينا عن قريب». وقال له العبّاس : يا أخي ، أتاك القوم. فنهض ثمّ قال (ع)
: «يا عبّاس ، اركب بنفسك أنت حتّى تلقاهم وتقول لهم : ما بالكم؟ وما بدا لكم؟».
فأتاهم في نحو عشرين فارساً فيهم زهير بن القَين وحبيب بن مظاهر ، فسألهم فقالوا :
قد جاء أمر الأمير أنْ نعرض عليكم أنْ تنزلوا على حكمه أو نناجزكم. قال : فلا
تعجلوا حتّى أرجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم. فلمّا أخبره العبّاس
بقولهم ، قال له : «ارجع إليهم ، فإنْ استطعت أنْ تؤخّرهم إلى غدوة وتدفعهم عنّا
العشيّة لعلّنا نصلّي لربّنا الليلة وندعوه ونستغفره ؛ فهو يعلم أنّي كنت اُحبّ
الصّلاة له ، وتلاوة كتابه ، وكثرة الدعاء والإستغفار». فسألهم العبّاس ذلك ،
فتوقّف ابن سعد ، فقال له عمر بن الحجّاج الزبيدي :
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 102