responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 100

المجلس السّادس والأربعون

لمّا رأى الحسين (ع) نزول العسكر مع عمر بن سعد بنينوى ومددهم لقتاله ، أنفذ إلى عمر بن سعد : «إنّي اُريد أنْ ألقاك ليلاً». فاجتمعا ليلاً بين العسكرين وتناجيا طويلاً ، ثمّ كتب عمر إلى ابن زياد : أمّا بعد ، فإنّ الله تعالى قد أطفأ النائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الاُمّة ؛ هذا الحسين قد أعطاني أنْ يرجع إلى المكان الذي منه أتى ، أو أنْ يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلاً من المسلمين ، له ما لهم وعليه ما عليهم ، أو أنْ يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه رأيه ، وفي هذا لك رضىً وللاُمّة صلاح. وعن عقبة بن سمعان أنّه قال : والله ، ما أعطاهم الحسين (ع) أنْ يضع يده في يد يزيد ، ولا أنْ يسير إلى ثغر من الثغور ، ولكنّه قال : «دعوني أرجع إلى المكان الذي أقبلت منه ، أو أذهب في هذه الأرض العريضة». فلمّا قرأ ابن زياد الكتاب ، قال : هذا كتاب ناصح لأميره ، مشفق على قومه. فقام شمر [١] بن ذي الجوشن وقال : أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك وإلى جنبك؟! والله ، لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ، ليكوننّ أولى بالقوّة والعزّة ولتكوننّ أولى بالضعف والعجز ، ولكن لينزل على حُكمك هو وأصحابه ، فإنْ عاقبت فأنت أولى بالعقوبة ، وإنْ عفوت كان ذلك لك. فقال له ابن زياد : نِعم ما رأيت! الرأي رأيك ، اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد فليعرض على الحسين وأصحابه النّزول على حكمي ، فإذا فعلوا فليبعث بهم إليّ سلماً ، وإنْ أبوا فليقاتلهم ، فإنْ فعل فاسمع له وأطع ، وإنْ أبى فأنت أمير الجيش ، فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه. وكتب إلى ابن سعد : إنّي لم أبعثك إلى الحسين لتكفّ عنه ، ولا لتطاوله ، ولا لتمنّيه السّلامة والبقاء ، ولا لتعتذر عنه ، ولا لتكون له عندي شافعاً ، انظر فإنْ نزل الحسين وأصحابه على حُكمي واستسلموا فابعث بهم إليّ سِلماً ، وإنْ أبوا فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتُمثّل بهم ؛ فإنّهم لذلك مُستحقّون. فإنْ


[١] شَمِرْ كـ (كَتِفْ) ، والعامّة تلفظ بالكسر فالسكون ، والظاهر أنّه غلط. ـ المؤلّف ـ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست