responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة المؤلف : عبده، محمد    الجزء : 1  صفحة : 32

وقيام الحجّة بوجود النّاصر ، وما أخذ اللّه على العلماء أن لا يقارّوا على كظّة ظالم ، ولا سغب مظلوم [١] ، لألقيت حبلها على غاربها [٢] ، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندى من عفطة عنز [٣]. قالوا : وقام إليه رجل من أهل السواد [٤] عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته فناوله كتابا ، فأقبل ينظر فيه ، قال له ابن عباس رضى اللّه عنهما : يا أمير المؤمنين ، لو اطردت خطبتك من حيث أفضيت فقال : هيهات يابن عبّاس ، تلك شقشقة [٥] هدرت ثمّ قرّت قال ابن عباس : فو اللّه ما أسفت على كلام قط كأسفى على هذا الكلام أن لا يكون أمير المؤمنين عليه السلام بلغ منه حيث أراد


[١] والناصر : الجيش الذى يستعين به على إلزام الخارجين بالدخول فى البيعة الصحيحة ، والكظة : ما يعترى الآكل من امتلاء البطن بالطعام ، والمراد استئثار الظالم بالحقوق. والسغب : شدة الجوع ، والمراد منه هضم حقوقه

[٢] الغارب : الكاهل ، والكلام تمثيل للترك وإرسال الأمر

[٣] عفطة العنز : ما تنثره من أنفها ، تقول : عفطت تعفط من باب ضرب ، غير أن أكثر ما يستعمل ذلك فى النعجة. والأشهر فى العنز النفطة بالنون ، يقال : ما له عافط ولا نافط ، أى : نعجة ولا عنز. كما يقال : ما له ثاغية ولا راغية. والعفطة الحبقة أيضا ، لكن الأليق بكلام أمير المؤمنين هو ما تقدم

[٤] السواد : العراق ، وسمى سوادا لخضرته بالزرع والأشجار ، والعرب تسمى الأخضر أسود. قال اللّه تعالى «مُدْهٰامَّتٰانِ» يريد الخضرة ، كما هو ظاهر

[٥] الشقشقة ـ بكسر فسكون فكسر ـ شىء كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج ، وصوت البعير بها عند إخراجها هدير ، ونسبة الهدير إليها نسبة إلى الآلة ، قال فى القاموس : والخطبة الشقشقية العلوية ، وهى هده

اسم الکتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة المؤلف : عبده، محمد    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست