ومعنى
ذلك أنه إذا عظم الخوف من العدو ـ واشتد عضاض الحرب [٤٧٦٢] ـ فزع المسلمون [٤٧٦٣] إلى قتال رسول الله صلىاللهعليهوآله بنفسه ـ فينزل الله عليهم النصر به ـ
ويأمنون مما كانوا يخافونه بمكانه.
وقوله
إذا احمر البأس ـ كناية عن اشتداد الأمر ـ وقد قيل في ذلك أقوال ـ أحسنها أنه شبه
حمي [٤٧٦٤] الحرب ـ بالنار التي
تجمع الحرارة والحمرة بفعلها ولونها ـ ومما يقوي ذلك ـ قول رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد رأى مجتلد [٤٧٦٥] الناس ـ يوم حنين
وهي حرب هوازن ـ الآن حمي الوطيس ـ فالوطيس مستوقد النار ـ فشبه رسول الله صلىاللهعليهوآله ما استحر [٤٧٦٦] من جلاد القوم ـ
باحتدام النار وشدة التهابها.
انقضى
هذا الفصل ورجعنا إلى سنن الغرض الأول في هذا الباب.
٢٦١
ـ وقَالَ عليهالسلام لَمَّا بَلَغَه
إِغَارَةُ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ عَلَى الأَنْبَارِ ـ فَخَرَجَ بِنَفْسِه مَاشِياً
حَتَّى أَتَى النُّخَيْلَةَ [٤٧٦٧] ـ وأَدْرَكَه
النَّاسُ وقَالُوا ـ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ نَكْفِيكَهُمْ ـ فَقَالَ :
مَا تَكْفُونَنِي أَنْفُسَكُمْ ـ
فَكَيْفَ تَكْفُونَنِي غَيْرَكُمْ ـ إِنْ كَانَتِ الرَّعَايَا قَبْلِي لَتَشْكُو
حَيْفَ رُعَاتِهَا ـ وإِنَّنِي الْيَوْمَ لأَشْكُو حَيْفَ رَعِيَّتِي ـ كَأَنَّنِي
الْمَقُودُ [٤٧٦٨]
وهُمُ الْقَادَةُ ـ أَوِ الْمَوْزُوعُ وهُمُ الْوَزَعَةُ [٤٧٦٩]!
اسم الکتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 1 صفحة : 520