لَكُمْ أَكْثَرُ مِمَّا حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ـ فَذَرُوا مَا قَلَّ لِمَا كَثُرَ ومَا ضَاقَ لِمَا اتَّسَعَ ـ قَدْ تَكَفَّلَ لَكُمْ بِالرِّزْقِ ـ وأُمِرْتُمْ بِالْعَمَلِ ـ فَلَا يَكُونَنَّ الْمَضْمُونُ لَكُمْ طَلَبُه ـ أَوْلَى بِكُمْ مِنَ الْمَفْرُوضِ عَلَيْكُمْ عَمَلُه ـ مَعَ أَنَّه واللَّه لَقَدِ اعْتَرَضَ الشَّكُّ ـ ودَخِلَ الْيَقِينُ [١٥٥٨] ـ حَتَّى كَأَنَّ الَّذِي ضُمِنَ لَكُمْ قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمْ ـ وكَأَنَّ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْكُمْ قَدْ وُضِعَ عَنْكُمْ ـ فَبَادِرُوا الْعَمَلَ وخَافُوا بَغْتَةَ الأَجَلِ ـ فَإِنَّه لَا يُرْجَى مِنْ رَجْعَةِ الْعُمُرِ ـ مَا يُرْجَى مِنْ رَجْعَةِ الرِّزْقِ ـ مَا فَاتَ الْيَوْمَ مِنَ الرِّزْقِ رُجِيَ غَداً زِيَادَتُه ـ ومَا فَاتَ أَمْسِ مِنَ الْعُمُرِ ـ لَمْ يُرْجَ الْيَوْمَ رَجْعَتُه ـ الرَّجَاءُ مَعَ الْجَائِي والْيَأْسُ مَعَ الْمَاضِي ـ فَـ «اتَّقُوا الله حَقَّ تُقاتِه ـ ولا تَمُوتُنَّ إِلَّا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ».
١١٥ ـ ومن خطبة له عليهالسلام
في الاستسقاء
اللَّهُمَّ قَدِ انْصَاحَتْ [١٥٥٩] جِبَالُنَا ـ واغْبَرَّتْ أَرْضُنَا وهَامَتْ [١٥٦٠] دَوَابُّنَا ـ وتَحَيَّرَتْ فِي مَرَابِضِهَا [١٥٦١] ـ وعَجَّتْ عَجِيجَ الثَّكَالَى [١٥٦٢] عَلَى أَوْلَادِهَا ـ ومَلَّتِ التَّرَدُّدَ فِي مَرَاتِعِهَا ـ والْحَنِينَ إِلَى مَوَارِدِهَا ـ اللَّهُمَّ فَارْحَمْ أَنِينَ الآنَّةِ [١٥٦٣] ـ وحَنِينَ الْحَانَّةِ [١٥٦٤] ـ اللَّهُمَّ فَارْحَمْ حَيْرَتَهَا فِي مَذَاهِبِهَا ـ وأَنِينَهَا فِي مَوَالِجِهَا [١٥٦٥] ـ اللَّهُمَّ خَرَجْنَا إِلَيْكَ ـ حِينَ اعْتَكَرَتْ عَلَيْنَا حَدَابِيرُ السِّنِينَ ـ وأَخْلَفَتْنَا مَخَايِلُ الْجُودِ [١٥٦٦] ـ فَكُنْتَ