responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في المعراج المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 139
الحديث الخمسون :

حديث الديلمي المفصَّل ، الذي نجعله مسك الختام لأحاديث معراج خير الأنام صلى الله عليه وآله ، المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام ، أنه قال :

إن النبي صلى الله عليه وآله سأل ربه سبحانه ليلة المعراج فقال : يا رب ، أيُّ الأعمال أفضل؟

فقال الله عز وجل : ليس شيء عندي أفضل من التوكل علَّ ، والرضا بما قسمتُ.

يا محمد ، وجبت محبتي للمتحابِّين فيَّ ، ووجبت محبتي للمتعاطفين فيَّ ، ووجبت محبتي للمتواصلين فيَّ ، ووجبت محبتي للمتوكلين عليَّ ، وليس لمحبتي عَلَم ولا غاية ولا نهاية [١]. وكلَّما رفعت لهم علماً وضعت لهم علماً. أولئك الذين نظروا إلى المخلوقين بنظري إليهم ، ولا يرفعوا الحوائج إلى الخلق. بطونهم من أكل الحلال ، نعيمهم في الدنيا ذكري ومحبّتي ورضاي عنهم.

يا أحمد ، إن أحببت أن تكون أورع الناس ، فازهَد في الدنيا وارغَب في الآخرة.

فقال : يا إلهي ، كيف أزد في الدنيا وأرغب في الآخرة؟

قال : خذ من الدنيا خِفّاً [٢] من الطعام والشراب واللباس ، ولا تدَّخر لِغَد ، ودُم على ذكري.

فقال : يا رب ، وكيف أدوم على ذكرك؟

فقال : بالخلوة عن الناس ، وبغضك الحلو والحامض ، وفراغ بطنك وبيتك من الدنيا.

يا أحمد ، فاحذَر أن تكون مثل الصبي ؛ إذا نظر إلى الأخضر والأصفر أحبَّه وإذا أُعطي شيء من الحلو والحامض اغترَّ به.

فقال : يا رب ، دُلَّني على عمل أتقرَّب به إليك.

قال : اجعل ليلك نهاراً ، ونهارك ليلاً.

قال : يارب ، كيف ذلك؟


[١] بيان يستفاد منه عدم المحدودية.

[٢] بكسر الخاء بمعنى الخفيف.

اسم الکتاب : بحوث في المعراج المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست