وماتت ، فقلق هارون
الرشيد لذلك قلقا شديدا واستعظمه ، فوقف على الكلبة فوجدها متهرئة بالسم ، فأحضر
الخادم ودعا بالسيف وقال اصدقني عن خبر الرطب وإلا قتلتك ، فقال : يا امير
المؤمنين اني حملت الرطب الى موسى بن جعفر ، فأبلغته كلامك وقمت بازائه فطلب خلالة
فأعطيته فأقبل يغرز رطبة ويأكلها ، حتى مرت به الكلبة فغرز رطبة ورمى بها إليها
فأكلتها واكل هو باقي الرطب وكان ما ترى ، فقال الرشيد : ما ربحنا موسى إلا ان اطعمناه
جيد الرطب وضيعنا سمنا وقتلنا كلبنا ما في موسى حيلة ، ثم ان موسى بن جعفر (ع) بعد
ثلاثة ايام دعا بمسيب الخادم وكان به موكلا فقال له : يا مسيب فقال : لبيك يا
مولاي قال (ع) اني ظاعن في هذه الليلة الى المدينة مدينة جدي رسول اللّه (ص) لأعهد
الى من فيها يعمل بعدي به ، قال المسيب : قلت يا مولاي كيف تأمرني والحرس معي على
الابواب ان افتح لك الابواب واقفا لها؟ فقال (ع) يا مسيب أضعيف يقينك في اللّه عز وجل
وفينا؟ قال : يا سيدي لا قال فمه قال المسيب : فقلت متى يا مولاي؟ فقال (ع) يا
مسيب اذا مضى من هذه الليلة المقبلة ثلثاها فقف وانظر ، قال مسيب فحرمت على نفسي
الاضطجاع في تلك الليلة ولم ازل راكعا وساجدا ومنتظرا ما وعدني به ، فلما مضى من
الليلة ثلثاها نحست وانا جالس ، واذا انا بمولاي يحركني برجله ففزعت وقمت قائما
فاذا انا بتلك الجدران المشيدة والابنية وما حولها من القصور والحجر قد صارت كلها
ارضا والدنيا من حواليها فض