responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 99

وَ حِيَاشَةً[1] لَهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ أَبِي مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ اخْتَارَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ وَ سَمَّاهُ قَبْلَ أَنِ اجْتَبَاهُ وَ اصْطَفَاهُ قَبْلَ أَنِ ابْتَعَثَهُ إِذِ الْخَلَائِقُ بِالْغَيْبِ مَكْنُونَةٌ وَ بِسَتْرِ الْأَهَاوِيلِ مَصُونَةٌ وَ بِنِهَايَةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ عَلَماً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِمَآيِلِ الْأُمُورِ وَ إِحَاطَةً بِحَوَادِثِ الدُّهُورِ وَ مَعْرِفَةً بِمَوَاقِعِ الْأُمُورِ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ إِتْمَاماً لِأَمْرِهِ وَ عَزِيمَةً عَلَى إِمْضَاءِ حُكْمِهِ وَ إِنْفَاذاً لِمَقَادِيرِ رَحْمَتِهِ فَرَأَى الْأُمَمَ فِرَقاً فِي أَدْيَانِهَا عُكَّفاً عَلَى نِيرَانِهَا عَابِدَةً لِأَوْثَانِهَا مُنْكِرَةً لِلَّهِ مَعَ عِرْفَانِهَا فَأَنَارَ اللَّهُ بِأَبِي مُحَمَّدٍ ص ظُلَمَهَا وَ كَشَفَ عَنِ الْقُلُوبِ بُهَمَهَا[2] وَ جَلَى عَنِ الْأَبْصَارِ غُمَمَهَا[3] وَ قَامَ فِي النَّاسِ بِالْهِدَايَةِ فَأَنْقَذَهُمْ مِنَ الْغَوَايَةِ وَ بَصَّرَهُمْ مِنَ الْعَمَايَةِ وَ هَدَاهُمْ إِلَى الدِّينِ الْقَوِيمِ وَ دَعَاهُمْ إِلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَ اخْتِيَارٍ وَ رَغْبَةٍ وَ إِيْثَارٍ فَمُحَمَّدٌ ص مِنْ تَعَبِ هَذِهِ الدَّارِ فِي رَاحَةٍ قَدْ حُفَّ بِالْمَلَائِكَةِ الْأَبْرَارِ وَ رِضْوَانِ الرَّبِّ الْغَفَّارِ وَ مُجَاوَرَةِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَبِي نَبِيِّهِ وَ أَمِينِهِ وَ خِيَرَتِهِ مِنَ الْخَلْقِ وَ صَفِيِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَيْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَى أَهْلِ الْمَجْلِسِ وَ قَالَتْ أَنْتُمْ عِبَادَ اللَّهِ نُصْبُ أَمْرِهِ وَ نَهْيِهِ وَ حَمَلَةُ دِينِهِ وَ وَحْيِهِ وَ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَ بُلَغَاؤُهُ إِلَى الْأُمَمِ زَعِيمُ حَقٍّ لَهُ فِيكُمْ وَ عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَيْكُمْ وَ بَقِيَّةٌ اسْتَخْلَفَهَا عَلَيْكُمْ كِتَابُ اللَّهِ النَّاطِقُ وَ الْقُرْآنُ الصَّادِقُ وَ النُّورُ السَّاطِعُ وَ الضِّيَاءُ اللَّامِعُ بَيِّنَةٌ بَصَائِرُهُ مُنْكَشِفَةٌ سَرَائِرُهُ مُنْجَلِيَةٌ ظَوَاهِرُهُ مُغْتَبِطَةٌ بِهِ أَشْيَاعُهُ قَائِداً [قَائِدٌ] إِلَى الرِّضْوَانِ أَتْبَاعُهُ مُؤَدٍّ إِلَى النَّجَاةِ اسْتِمَاعُهُ بِهِ تُنَالُ حُجَجُ اللَّهِ الْمُنَوَّرَةُ وَ عَزَائِمُهُ الْمُفَسَّرَةُ وَ مَحَارِمُهُ الْمُحَذَّرَةُ وَ بَيِّنَاتُهُ الْجَالِيَةُ وَ بَرَاهِينُهُ الْكَافِيَةُ وَ فَضَائِلُهُ الْمَنْدُوبَةُ وَ رُخَصُهُ الْمَوْهُوبَةُ وَ شَرَائِعُهُ الْمَكْتُوبَةُ فَجَعَلَ اللَّهُ الْإِيمَانَ تَطْهِيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ وَ الصَّلَاةَ تَنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الْكِبْرِ وَ الزَّكَاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَ نَمَاءً فِي الرِّزْقِ وَ الصِّيَامَ تَثْبِيتاً لِلْإِخْلَاصِ وَ الْحَجَّ تَشْيِيداً لِلدِّينِ وَ الْعَدْلَ تَنْسِيقاً لِلْقُلُوبِ وَ طَاعَتَنَا نِظَاماً لِلْمِلَّةِ وَ إِمَامَتَنَا أَمَاناً لِلْفُرْقَةِ وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلَامِ وَ الصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجَابِ الْأَجْرِ وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَامَّةِ وَ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ وِقَايَةً مِنَ السُّخْطِ وَ صِلَةَ الْأَرْحَامِ مَنْسَأَةً فِي الْعُمُرِ[4] وَ مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ وَ الْوَفَاءَ بِالنَّذْرِ تَعْرِيضاً لِلْمَغْفِرَةِ وَ تَوْفِيَةَ الْمَكَايِيلِ وَ الْمَوَازِينِ تَغْيِيراً لِلْبَخْسِ وَ النَّهْيَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِيهاً عَنِ الرِّجْسِ وَ اجْتِنَابَ الْقَذْفِ حِجَاباً عَنِ اللَّعْنَةِ وَ تَرْكَ السَّرِقَةِ إِيجَاباً لِلْعِفَّةِ وَ حَرَّمَ اللَّهُ الشِّرْكَ إِخْلَاصاً لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ فَ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‌- وَ أَطِيعُوا اللَّهَ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَ نَهَاكُمْ عَنْهُ فَإِنَّهُ‌ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ


[1] حاش الإبل: جمعها و ساقها.

[2] بهمها: أي مبهماتها: و هي المشكلات من الأمور.

[3] الغمم: جمع غمة و هي: المبهم و الملتبس و في بعض النسخ( عماها).

[4] منسأة للعمر: مؤخرة.

اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست