responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 96

عِنْدِي إِلَّا كَمَثَلِ غَيْمٍ عَلَا فَاسْتَعْلَى ثُمَّ اسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى ثُمَّ تَمَزَّقَ فَانْجَلَى رُوَيْداً فَعَنْ قَلِيلٍ يَنْجَلِي لَكُمُ الْقَسْطَلُ‌[1] وَ تَجْنُونَ ثَمَرَ فِعْلِكُمْ مُرّاً وَ تَحْصُدُونَ غَرْسَ أَيْدِيكُمْ ذُعَافاً مُمْقِراً[2] وَ سَمّاً قَاتِلًا وَ كَفَى بِاللَّهِ حَكِيماً وَ بِرَسُولِ اللَّهِ خَصِيماً وَ بِالْقِيَامَةِ مَوْقِفاً فَلَا أَبْعَدَ اللَّهُ فِيهَا سِوَاكُمْ وَ لَا أَتْعَسَ فِيهَا غَيْرَكُمْ‌ وَ السَّلامُ عَلى‌ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى‌ فلما أن قرأ أبو بكر الكتاب رعب من ذلك رعبا شديدا و قال يا سبحان الله ما أجرأه علي و أنكله عن غيري.

معاشر المهاجرين و الأنصار- تعلمون أني شاورتكم في ضياع فدك بعد رسول الله ص فقلتم إن الأنبياء لا يورثون و إن هذه أموال يجب أن تضاف إلى مال الفي‌ء و تصرف في ثمن الكراع و السلاح و أبواب الجهاد و مصالح الثغور فأمضينا رأيكم و لم يمضه من يدعيه و هو ذا يبرق وعيدا و يرعد تهديدا إيلاء بحق محمد ص أن يمضحها[3] دما ذعافا و الله لقد استقلت منها فلم أقل و استعزلتها عن نفسي فلم أعزل كل ذلك كراهية مني لابن أبي طالب و هربا من نزاعه ما لي و لابن أبي طالب أ هل نازعه أحد ففلج‌[4] عليه.

فقال له عمر أبيت أن تقول إلا هكذا- فأنت ابن من لم يكن مقداما في الحروب و لا سخيا في الجدوب سبحان الله ما أهلع‌[5] فؤادك و أصغر نفسك قد صفيت لك سجالا[6] لتشربها فأبيت إلا أن تظمأ كظمائك و أنخت لك رقاب العرب و ثبت لك الإشارة و التدبير و لو لا ذلك لكان ابن أبي طالب قد صير عظامك رميما فأحمد الله على ما قد وهب لك مني و أشكره على ذلك فإنه من رقي منبر رسول الله ص كان حقيقا عليه أن يحدث لله شكرا و هذا علي بن أبي طالب الصخرة الصماء التي لا ينفجر ماؤها إلا بعد كسرها- و الحية الرقشاء التي لا تجيب إلا بالرقى و الشجرة المرة التي لو طليت بالعسل لم تنبت إلا مرا قتل سادات قريش فأبادهم و ألزم خرهم العار ففضحهم فطب عن نفسك نفسا و لا تغرنك صواعقه و لا يهولنك رواعده و بوارقه فإني أسد بابه قبل أن يسد بابك.

فقال له أبو بكر ناشدتك الله يا عمر لما أن تركتني من أغاليطك و تربيدك فو الله لو هم ابن أبي طالب بقتلي و قتلك- لقتلنا بشماله دون يمينه و ما ينجينا منه إلا إحدى ثلاث خصال أحدها أنه وحيد و لا ناصر له و الثانية أنه ينتهج فينا وصية رسول الله ص و الثالثة أنه‌


[1] القسطل: الغبار الساطع في الحرب.

[2] الذعاف: السم الذي يقتل من ساعته. و الممقر: المر.

[3] و في نسخة يمضخها.

[4] فلج عليه: فاز.

[5] الهلع: الجبن عند اللقاء.

[6] السجال جمع سجل و هو: دلو عظيم فيه ماء.

اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست