responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 92

ادَّعَتْ فِي فَدَكَ وَ شَهِدَتْ لَهَا أُمُّ أَيْمَنَ وَ عَلِيٌّ ع فَكَتَبْتُهُ لَهَا فَأَخَذَ عُمَرُ الْكِتَابَ مِنْ فَاطِمَةَ فَتَفَلَ فِيهِ وَ مَزَّقَهُ فَخَرَجَتْ فَاطِمَةُ ع تَبْكِي فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَاءَ عَلِيٌّ ع إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَ حَوْلَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ لِمَ مَنَعْتَ فَاطِمَةَ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَدْ مَلَكَتْهُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هَذَا فَيْ‌ءٌ لِلْمُسْلِمِينَ فَإِنْ أَقَامَتْ شُهُوداً أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَهُ لَهَا وَ إِلَّا فَلَا حَقَّ لَهَا فِيهِ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا أَبَا بَكْرٍ تَحْكُمُ فِينَا بِخِلَافِ حُكْمِ اللَّهِ فِي الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ لَا قَالَ فَإِنْ كَانَ فِي يَدِ الْمُسْلِمِينَ شَيْ‌ءٌ يَمْلِكُونَهُ ثُمَّ ادَّعَيْتُ أَنَا فِيهِ مَنْ تَسْأَلُ الْبَيِّنَةَ؟ قَالَ إِيَّاكَ أَسْأَلُ الْبَيِّنَةَ قَالَ فَمَا بَالُ فَاطِمَةَ سَأَلْتَهَا الْبَيِّنَةَ عَلَى مَا فِي يَدَيْهَا وَ قَدْ مَلَكَتْهُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ بَعْدَهُ وَ لَمْ تَسْأَلِ الْمُسْلِمِينَ بَيِّنَةً عَلَى مَا ادَّعَوْهَا شُهُوداً كَمَا سَأَلْتَنِي عَلَى مَا ادَّعَيْتُ عَلَيْهِمْ‌[1] فَسَكَتَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ عُمَرُ يَا عَلِيُّ دَعْنَا مِنْ كَلَامِكَ فَإِنَّا لَا نَقْوَى عَلَى حُجَّتِكَ فَإِنْ أَتَيْتَ بِشُهُودٍ عُدُولٍ وَ إِلَّا فَهُوَ فَيْ‌ءٌ لِلْمُسْلِمِينَ لَا حَقٌّ لَكَ وَ لَا لِفَاطِمَةَ فِيهِ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا أَبَا بَكْرٍ تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً[2] فِيمَنْ نَزَلَتْ فِينَا أَمْ فِي غَيْرِنَا؟ قَالَ بَلْ فِيكُمْ قَالَ فَلَوْ أَنَّ شُهُوداً شَهِدُوا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص بِفَاحِشَةٍ مَا كُنْتَ صَانِعاً بِهَا؟ قَالَ كُنْتُ أُقِيمُ عَلَيْهَا الْحَدَّ كَمَا أُقِيمُهُ عَلَى نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ- قَالَ إِذَنْ كُنْتَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَافِرِينَ قَالَ وَ لِمَ؟ قَالَ لِأَنَّكَ رَدَدْتَ شَهَادَةَ اللَّهِ لَهَا بِالطَّهَارَةِ وَ قَبِلْتَ شَهَادَةَ النَّاسِ عَلَيْهَا كَمَا رَدَدْتَ حُكْمَ اللَّهِ وَ حُكْمَ رَسُولِهِ أَنْ جَعَلَ لَهَا فَدَكاً قَدْ قَبَضَتْهُ فِي حَيَاتِهِ ثُمَّ قَبِلْتَ شَهَادَةَ أَعْرَابِيٍّ بَائِلٍ عَلَى عَقِبَيْهِ عَلَيْهَا وَ أَخَذْتَ مِنْهَا فَدَكاً وَ زَعَمْتَ أَنَّهُ فَيْ‌ءٌ لِلْمُسْلِمِينَ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي وَ الْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ فَرَدَدْتَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ص الْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى وَ الْيَمِينُ عَلَى مَنِ ادُّعِيَ عَلَيْهِ قَالَ فَدَمْدَمَ النَّاسُ وَ أَنْكَرُوا وَ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَ قَالُوا صَدَقَ وَ اللَّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ قَالَ ثُمَّ دَخَلَتْ فَاطِمَةُ الْمَسْجِدَ وَ طَافَتْ بِقَبْرِ أَبِيهَا وَ هِيَ تَقُولُ-

قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَةٌ

لَوْ كُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ تَكْثُرِ الْخَطْبُ‌


[1] إذ أنّها عليها السلام كانت صاحبة اليد و المسلمون يمثلون دور المدّعي.

[2] روى محبّ الدين الطبريّ في ذخائر العقبى عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله‌ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً سورة الأحزاب آية: 23 في بيت أم سلمة رضي اللّه عنها فدعى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فاطمة و حسنا و حسينا فجللهم بكساء و علي خلف ظهره ثمّ قال:« اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا. قالت أمّ سلمة و أنا معهم يا رسول اللّه؟ قال:« أنت على مكانك و أنت على خير».

اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست