responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 37

إِسْلَاماً بُعِثَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَ صَلَّيْتُ مَعَهُ يَوْمَ الثَّلَاثَاءِ- وَ بَقِيتُ مَعَهُ أُصَلِّي سَبْعَ سِنِينَ حَتَّى دَخَلَ نَفَرٌ فِي الْإِسْلَامِ وَ أَيَّدَ اللَّهُ تَعَالَى دِينَهُ مِنْ بَعْدِهِ فَجَاءَ قَوْمٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمَّدُ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثُمَّ إِنَّكَ لَا تَرْضَى بِذَلِكَ حَتَّى تَزْعُمُ أَنَّكَ سَيِّدُهُمْ وَ أَفْضَلُهُمْ فَلَئِنْ كُنْتَ نَبِيّاً فَائْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا تَذْكُرُهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَكَ- مِثْلِ نُوحٍ الَّذِي جَاءَ بِالْغَرَقِ وَ نَجَا فِي سَفِينَتِهِ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي ذَكَرْتَ أَنَّ النَّارَ جُعِلَتْ عَلَيْهِ بَرْداً وَ سَلَاماً وَ مُوسَى الَّذِي زَعَمْتَ أَنَّ الْجَبَلَ رُفِعَ فَوْقَ رُءُوسِ أَصْحَابِهِ حَتَّى انْقَادُوا لِمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ صَاغِرِينَ دَاخِرِينَ وَ عِيسَى الَّذِي كَانَ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا يَأْكُلُونَ وَ مَا يَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِمْ وَ صَارَ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ فِرَقاً أَرْبَعَةً هَذِهِ تَقُولُ أَظْهِرْ لَنَا آيَةَ نُوحٍ وَ هَذِهِ تَقُولُ أَظْهِرْ لَنَا آيَةَ مُوسَى وَ هَذِهِ تَقُولُ أَظْهِرْ لَنَا آيَةَ إِبْرَاهِيمَ وَ هَذِهِ تَقُولُ أَظْهِرْ لَنَا آيَةَ عِيسَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‌ إِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ‌ أَتَيْتُكُمْ بِآيَةٍ مُبَيِّنَةٍ هَذَا الْقُرْآنِ الَّذِي تَعْجِزُونَ أَنْتُمْ وَ الْأُمَمُ وَ سَائِرُ الْعَرَبِ عَنْ مُعَارَضَتِهِ وَ هُوَ بِلُغَتِكُمْ فَهُوَ حُجَّةٌ بَيِّنَةٌ عَلَيْكُمْ وَ مَا بَعْدَ ذَلِكَ فَلَيْسَ لِيَ الِاقْتِرَاحُ عَلَى رَبِّي‌ وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ* إِلَى الْمُقِرِّينَ بِحُجَّةِ صِدْقِهِ وَ آيَةِ حَقِّهِ وَ لَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يَقْتَرِحَ بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَى رَبِّهِ مَا يَقْتَرِحُهُ عَلَيْهِ الْمُقْتَرِحُونَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ هَلِ الصَّلَاحُ أَوِ الْفَسَادُ فِيمَا يَقْتَرِحُونَ فَجَاءَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ الْعَلِيَّ الْأَعْلَى يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنِّي سَأُظْهِرُ لَهُمْ هَذِهِ الْآيَاتِ وَ إِنَّهُمْ يَكْفُرُونَ بِهَا إِلَّا مَنْ أَعْصِمُهُ مِنْهُمْ وَ لَكِنِّي أُرِيهِمْ ذَلِكَ زِيَادَةً فِي الْإِعْذَارِ وَ الْإِيضَاحِ لِحُجَجِكَ فَقُلْ لِهَؤُلَاءِ الْمُقْتَرِحِينَ لِآيَةِ نُوحٍ ع امْضُوا إِلَى جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ فَإِذَا بَلَغْتُمْ سَفْحَهُ فَسَتَرَوْنَ آيَةَ نُوحٍ فَإِذَا غَشِيَكُمُ الْهَلَاكُ فَاعْتَصِمُوا بِهَذَا وَ بِطِفْلَيْنِ يَكُونَانِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ قُلْ لِلْفَرِيقِ الثَّانِي الْمُقْتَرِحِينَ لِآيَةِ إِبْرَاهِيمَ ع امْضُوا إِلَى حَيْثُ تُرِيدُونَ مِنْ ظَاهِرِ مَكَّةَ فَسَتَرَوْنَ آيَةَ إِبْرَاهِيمَ فِي النَّارِ فَإِذَا غَشِيَكُمُ النَّارُ فَسَتَرَوْنَ فِي الْهَوَاءِ امْرَأَةً قَدْ أَرْسَلَتْ طَرَفَ خِمَارِهَا فَتَعَلَّقُوا بِهِ لِتُنْجِيَكُمْ مِنَ الْهَلَكَةِ وَ تَرُدَّ عَنْكُمُ النَّارَ وَ قُلْ لِلْفَرِيقِ الثَّالِثِ الْمُقْتَرِحِينَ لِآيَةِ مُوسَى امْضُوا إِلَى ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَسَتَرَوْنَ آيَةَ مُوسَى وَ سَيُنْجِيكُمْ هُنَاكَ عَمِّي حَمْزَةُ وَ قُلْ لِلْفَرِيقِ الرَّابِعِ وَ رَئِيسُهُمْ أَبُو جَهْلٍ وَ أَنْتَ يَا أَبَا جَهْلٍ فَاثْبُتْ عِنْدِي لِيَتَّصِلَ بِكَ أَخْبَارُ هَؤُلَاءِ الْفِرَقِ الثَّلَاثِ فَإِنَّ الْآيَةَ الَّتِي اقْتَرَحْتَهَا تَكُونُ بِحَضْرَتِي فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ لِلْفِرَقِ الثَّلَاثِ قُومُوا فَتَفَرَّقُوا لِيَتَبَيَّنَ لَكُمْ بَاطِلُ قَوْلِ مُحَمَّدٍ ص فَذَهَبَ الْفَرِيقُ الْأَوَّلُ إِلَى جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ وَ الثَّانِي إِلَى صَحْرَاءَ مَلْسَاءَ وَ الثَّالِثُ إِلَى ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَ رَأَوْا مَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ وَ رَجَعُوا إِلَى النَّبِيِّ ص مُؤْمِنِينَ وَ كُلَّمَا رَجَعَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ إِلَيْهِ وَ أَخْبَرُوهُ بِمَا شَاهَدُوا أَلْزَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص الْإِيمَانَ بِاللَّهِ فَاسْتَمْهَلَ أَبُو جَهْلٍ إِلَى أَنْ يَجِي‌ءَ الْفَرِيقُ الْآخَرُ حَسَبَ مَا أَوْرَدْنَاهُ فِي الْكِتَابِ الْمَوْسُومِ بِمَفَاخِرِ الْفَاطِمِيَّةِ- تَرَكْنَا ذِكْرَهُ هَاهُنَا طَلَباً لِلْإِيجَازِ وَ الِاخْتِصَارِ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَلَمَّا جَاءَتِ الْفِرْقَةُ الثَّالِثَةُ وَ أَخْبَرُوا بِمَا شَاهَدُوا عِيَاناً وَ هُمْ مُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِأَبِي جَهْلٍ هَذِهِ الْفِرْقَةُ الثَّالِثَةُ قَدْ جَاءَتْكَ وَ أَخْبَرَتْكَ بِمَا شَاهَدَتْ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ لَا أَدْرِي أَ صَدَقَ هَؤُلَاءِ أَمْ كَذَبُوا أَمْ حُقِّقَ لَهُمْ ذَلِكَ أَمْ خُيِّلَ إِلَيْهِمْ فَإِنْ رَأَيْتُ أَنَا مَا اقْتَرَحْتُهُ عَلَيْكَ مِنْ نَحْوِ آيَاتِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَقَدْ لَزِمَنِي الْإِيمَانُ بِكَ وَ إِلَّا فَلَيْسَ يَلْزَمُنِي تَصْدِيقُ هَؤُلَاءِ عَلَى كَثْرَتِهِمْ-

اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست