responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 239

وَ آمُرُكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَ التَّقِيَّةَ فِي دِينِكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ- لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْ‌ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً[1] وَ قَدْ أَذِنْتُ لَكَ فِي تَفْضِيلِ أَعْدَائِنَا إِنْ لَجَّأَكَ الْخَوْفُ إِلَيْهِ وَ فِي إِظْهَارِ الْبَرَاءَةِ مِنَّا إِنْ حَمَّلَكَ الْوَجَلُ عَلَيْهِ وَ فِي تَرْكِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ إِنْ خَشِيتَ عَلَى حُشَاشَتِكَ‌[2] الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ فَإِنَّ تَفْضِيلَكَ أَعْدَاءَنَا عَلَيْنَا عِنْدَ خَوْفِكَ لَا يَنْفَعُهُمْ وَ لَا يَضُرُّنَا وَ إِنَّ إِظْهَارَكَ بَرَاءَتَكَ مِنَّا عِنْدَ تَقِيَّتِكَ لَا يَقْدَحُ فِينَا وَ لَا يَنْقُصُنَا وَ لَئِنْ تَبَرَّأْتَ مِنَّا سَاعَةً بِلِسَانِكَ وَ أَنْتَ مُوَالٍ لَنَا بِجَنَانِكَ لِتُبْقِيَ عَلَى نَفْسِكَ رُوحَهَا الَّتِي بِهَا قِوَامُهَا وَ مَالَهَا الَّذِي بِهِ قِيَامُهَا وَ جَاهَهَا الَّذِي بِهِ تَمَاسُكُهَا وَ تَصُونَ مَنْ عُرِفَ بِذَلِكَ وَ عَرَفْتَ بِهِ مِنْ أَوْلِيَائِنَا وَ إِخْوَانِنَا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ بِشُهُورٍ وَ سِنِينَ- إِلَى أَنْ يُفَرِّجَ اللَّهُ تِلْكَ الْكُرْبَةَ وَ تَزُولَ بِهِ تِلْكَ الْغُمَّةُ فَإِنَّ ذَلِكَ أَفْضَلُ مِنْ أَنْ تَتَعَرَّضَ لِلْهَلَاكِ وَ تَنْقَطِعَ بِهِ عَنْ عَمَلِ الدِّينِ وَ صَلَاحِ إِخْوَانِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِيَّاكَ ثُمَّ إِيَّاكَ أَنْ تَتْرُكَ التَّقِيَّةَ الَّتِي أَمَرْتُكَ بِهَا فَإِنَّكَ شَائِطٌ بِدَمِكَ وَ دَمِ إِخْوَانِكَ مُعَرِّضٌ لِنِعْمَتِكَ وَ نِعَمِهِمْ عَلَى الزَّوَالِ مُذِلٌّ لَكَ وَ لَهُمْ فِي أَيْدِي أَعْدَاءِ دِينِ اللَّهِ وَ قَدْ أَمَرَكَ اللَّهُ بِإِعْزَازِهِمْ فَإِنَّكَ إِنْ خَالَفْتَ وَصِيَّتِي كَانَ ضَرَرُكَ عَلَى نَفْسِكَ وَ إِخْوَانِكَ أَشَدَّ مِنْ ضَرَرِ الْمُنَاصِبِ لَنَا الْكَافِرِ بِنَا.

وَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ[3] قَالَ: اسْتَقْبَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع دِهْقَانٌ مِنْ دَهَاقِينِ الْفُرْسِ فَقَالَ لَهُ بَعْدَ التَّهْنِيَةِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَنَاحَسَتِ النُّجُومُ الطَّالِعَاتُ وَ تَنَاحَسَتِ السُّعُودُ بِالنُّحُوسِ وَ إِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا الْيَوْمِ وَجَبَ عَلَى الْحَكِيمِ الِاخْتِفَاءُ وَ يَوْمُكَ هَذَا صَعْبٌ قَدْ اتَّصَلَتْ فِيهِ كَوْكَبَانِ وَ انْقَدَحَ مِنْ بُرْجِكَ النِّيرَانُ وَ لَيْسَ لَكَ الْحَرْبُ بِمَكَانٍ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَيْحَكَ يَا دِهْقَانُ الْمُنْبِئُ بِالْآثَارِ وَ الْمُحَذِّرُ مِنَ الْأَقْدَارِ؟ مَا قِصَّةُ صَاحِبِ الْمِيزَانِ؟ وَ قِصَّةُ صَاحِبِ السَّرَطَانِ؟ وَ كَمِ الْمَطَالِعُ مِنَ الْأَسَدِ؟ وَ السَّاعَاتُ فِي‌


[1] آل عمران- 28.

[2] الحشاشة: بقية الروح في المريض.

[3] سعيد بن جبير- بالجيم المضمومة- بن هشام الأسدي الوالبي مولى بني والبة أصله الكوفة نزل مكّة تابعي.

عدّه الشيخ الطوسيّ في أصحاب الإمام زين العابدين( ع) و العلامة في القسم الأوّل من خلاصته، روي عن أبي عبد اللّه( ع) أنه قال: إن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين( ع) و كان عليّ عليه السلام يثني عليه، و ما كان سبب قتل الحجاج له الا على هذا الأمر و كان مستقيما، و ذكر أنّه لما دخل على الحجّاج بن يوسف قال له: أنت شقي بن كسير قال: امي كانت أعرف باسمي سمتني« سعيد بن جبير». قال: ما تقول في أبي بكر و عمر هما في الجنة أو النار؟ قال: لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها، و لو دخلت النار و رأيت أهلها لعلمت من فيها، قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل، قال: أيهم أحبّ إليك؟ قال: أرضاهم لخالقي؛ قال: فأيهم أرضى للخالق قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرّهم و نجواهم، قال: أبيت أن تصدقني قال: بل لم أحبّ أن اكذبك.

و كان ثقة مشهورا بالفقه، و الزهد و العبادة و علم التفسير و كان أخذ العلم عن ابن عبّاس، و كان ابن عبّاس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول: أ ليس فيكم ابن أم الدهماء؟ يعني: سعيد بن جبير، و كان يسمى جهبذ العلماء( بالكسر- أي النقاد الخبير) و كان يقرأ القرآن في ركعتين، قيل: و ما من أحد على الأرض إلّا و هو محتاج إلى علمه. قتله الحجاج سنة« 95» و هو ابن« 49» سنة و لم يبق بعده الحجاج الا« 15» ليلة، و لم يقتل أحدا بعده لدعائه عليه حين قتله:« اللّهمّ لا تسلطه على أحد يقتله بعدي».

رجال الطوسيّ ص 90 العلامة ص 79 الكشّيّ ص 110 تهذيب التهذيب ج 4 ص 11 سفينة البحار ج 1 ص 621.

اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست